الأربعاء، 12 أغسطس 2015

ضروريات

التقدم ،النهضة،التنمية،الانجاز،الرخاء....... مصطلحات براقة تتشدق بها كل الأنظمة والحكومات باختلاف مرجعيتها وأيدولوجيتها ،والحكومات الواعية فقط هى من تدرك أن هناك أسس يجب أن يقوم عليها أى تطور ،وهذه الأسس إن لم تتوافر إحداها ضاع المجهود هباءا مهما كانت النوايا سليمة حيث لم تدرك تلك الأنظمة الفارق بين العصرين القديم والحديث فى الوسائل والأدوات والغايات فمازالت تعيش فى داخلها بأساليب العصور القديمة الشمولية أما هذا العصر فله أدوات وأساليب مختلفة ..... تلك الأسس التى نتحدث عنها هى الحرية والكفاءة المصحوبة بامتياز أخلاقى وثقة الشعب فى السلطة فإن لم تتوافر إحداها ضاع التطور المنشود المتشدق به ......... والحرية تشمل الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والمعلوماتية ،وقد تتوفر الحرية شكلا دون وجود روح الحرية ،والسلطة يجب ان تدرك أن لا ملاذ لها دون الحرية والا من أين تتعرف على مطالب الناس ولوازم التنمية دون مجتمع مدنى حر ومؤسسات وسيطة وجمعيات ونقابات وحياة سياسية وأحزاب معارضة وبرلمانات حقيقية واعلام حر غير موجه وحرية تدوال المعلومات واقتصاديات حرة فإن لم تتوافر تلك الأشياء لجأت السلطة إلى الأمن والتقارير والنتيجة دولة أمنية وقمعية نهايتها حتمية ،والمشكلة الكبرى فى توافر الحرية هى مطالبة غالبية الشعب بها والإيمان بها كحق إنسانى ومنهج حياة فطرى ،وهناك شعوب لها تاريخ طويل من الاستبداد اعتادات عليه وأصبح جزءا من تركيبتها وعندما تعطى حريتها بثورات مثلا سرعان ماتدرك أن الحرية عبء عليها لا يستطيع العقل أن يتحمله فهو يصيبه بالحيرة التاتجة عن عدم القدرة على تحمل المسئولية والاختيار وسرعان ما تدرك رغبتها فى ازاحة ذلك الحمل وتعود الى ماتعودت عليه من استبداد!!!!! والكفاءة المصحوبة بامتياز أخلاقى من ضرورات التطور وهو أمر متعلق برأس السلطة والمجتمع الذى يفرز كوادر السلطة ،فالمجتمعات الكسولة الغير منتجة والتى لا تتمتع بالحد الأدنى من الكفاءة تعيش أزمات فهى لا تنتج ولا تفرز كفاءات قادرة على الادارة الا نادرا،ورأس السلطة لابد له دائما من البحث عن الكفاءات النادرة حتى يكسر دائرة الاضمحلال ....... الأمر الثالث الضرورى هو ثقة الشعب فى السلطة فبدون توافره لن يتحقق اى تطور والسلطات الناجحة دائما هى التى تبحث باستمرار عن ثقة شعوبها وبدون الحرية والكفاءة لن تتوفر اى ثقة....... يبقى القول أنه لا وجود لتلك الأساسيات فى مجتمعات تهمل التعليم وتضع له ميزانيات ضئيلة وتعتبره وسيلة لكسب العيش وإن كانت هناك أجيال تسببت فى هذا الوضع فلابد لها على الأقل أن تكفر عن ذنبها تجاه أجيال قادمة فلا أمل فى الحاضر ولكن دائما هناك أمل فى المستقبل ●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●