الخميس، 24 يناير 2013

البر والعهد

الآية ١٧٧ في سورة البقرة تعبر بشكل واضح وصريح عن الفارق بين التدين الشكلي والتشبث بالقشور ونسيان اللباب فقد قال الله تعالى عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم(ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وأتى الزكاة والمو فون بعهدهم اذا عاهدواوالصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)صدق الله العظيم■ فليس الاسلام شكلا وانما هو حسن معرفة الله والإيمان به مع العمل الصالح، ويعتبر الوفاء بالعهود هو احد أهم اركان البر وهو أحد أهم الأشياء التي تؤدي الى اصلاح العمل والتي لا يصلح إسلام انسان بدونه فلا تكن المعرفة بالله وحدها كافية والا كان إبليس محقا بل هي الطاعة واعمار الارض باصلاح العمل مع حسن معرفة الله، والوفاء بالعهود انما يصدر من أصحاب النوايا السليمة المخلصة والتى تفي بعهدها مع الله أولا حتى تفي بالعهود مع الناس ،فبئس القوم من ادعوا ان مرجعيتهم هى الاسلام وهم اول من يغدر ويخلف الوعود ،والله اعلم ●

الاثنين، 21 يناير 2013

الدعاية الانتخابية وسيكولوجية الجماهير

تعتبر الدعاية أحد أهم الأشياء لتسويق آي منتج تجاري ولا تختلف الامور كثيرا عندما يتعلق الأمر بالسياسة والانتخابات فهي تعتبر أحد أهم الوسائل لكسب الاصوات والتأييد ،وفى المجال السياسي ينبغي التفرقة بين مصطلحين بخصوص الدعاية هما(الدعاية السياسية)*وهي تعتبر الدعاية الاستراتجية للحزب السياسي طوال الوقت لجذب اكبر عدد من المؤيدين عن طريق التعريف المستمر ببرنامج الحزب ونشاطه ورؤيته الشاملة في الادارة والطرق التي يطرحها لحل المشاكل التي يعانى منها الشعب(والدعاية الانتخابية) وهي الدعاية التكتيكية للحزب وقت الانتخابات وهي مرحلية غير مستمرة بهدف محاولة التأثير على الناخبين للحصول على أكبر عدد ممكن من الاصوات ,وبالنظر الى ذلك نجد أنه لا انفصال للدعاية الانتخابية عن الدعاية السياسية فهي بلورة وتتويج للمجهود المبذول طوال الوقت يدعمه اداء الحزب نفسه على المستوى السياسي سواء فى الحكم او المعارضة فالأحزاب لا تستطيع ان تعوض ما فاتها وتختصر انجازها فى الحملات الانتخابية وان حدث هذا فإنما هو دليل على ضعف الناخبين وفقرهم وجهلهم وضعف المشاركة السياسية وفقر الأحزاب وافتقادها للرؤية الاستراتجية ■ وبالتركيز على الدعاية الانتخابية ممثلة فى الحملات الانتخابية نجد ان هناك العديد من العوامل التي تؤثر عليها وعلى طبيعتها نذكر منها: 1-طبيعة النظام السياسي لكل دولة 2-الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية لكل دولة 3-النظام الانتخابي المتبع في كل دولة 4-حرية الاعلام 5-حجم المنافسة بين المرشحين والأحزاب 6-مدى حيادية مؤسسات الدولة تجاه القوى السياسية والمرشحين■ ⊙وسنبدأ اولا بتسليط الضوء على الدعاية الانتخابية والحملات الدعائية قبل واثناء العملية الانتخابية واشكالها واهدافها والاستراتجية التى تتبعها ومراحلها المتدرجة □ ان الحملات الانتخابية التي تقوم بها الأحزاب السياسية والمرشحون تستهدف جمع أكبر عدد من الاصوات لضمان الحصول على المقاعد ولكن بإمعان النظر في تأثير تلك الحملات نستخلص ان هناك اثارا رئيسية لها هي التنشيط والتدعيم والتحويل : (1) التنشيط: وهي المعنية بجذب اهتمام الناخبين الى العملية الانتخابية بصفة عامة واثارة فضولهم لمعرفة أسماء المرشحين وبرامج وسياسات الأحزاب والمرشحين.□ (٢) التدعيم: وهي تستهدف تدعيم قرار الناخب بتأييد المرشح وتأكيد الصورة الايجابية التي رسمها الناخب للحزب والمرشح في عقله وحمايته من آي ضغط عكسي وحملات مضادة تستهدف جذب المرشح□ (٣) التحويل: وهي تستهدف تحويل الاصوات المضادة لتصبح أصواتا مؤيدة للمرشح المعني وتحويل تأييد الناخبين من حزب إلى اخر□ ولكن واقعيا نجد ان الدور الأبرز للحملات الانتخابية يقتصر على التدعيم بينما يكون دورها في التحويل صغير جدا وربما يكون معدوم في معظم الأوقات حيث يكون ذلك دور الدعاية السياسية ■ ⊙ننتقل الان الى القاء النظر على الاستراتيجيات التي تتبعها الحملات الانتخابية: (1)الاستراتجية الأولى: -الحملة الانتخابية التي تعتمد على الحزب السياسي: ويعتمد فيها على اسم الحزب وبرنامجه ومواقفه وسياساته في القضايا القومية والوطنية والاقتصادية والاجتماعية,وهي تتطلب وجودا للحزب في الشارع وتصلح هذه الاستراتجية أكثر في نظام القوائم الحزبية□ (2)الاستراتجية الثانية: الحملة الانتخابية التي تعتمد على المرشح السياسي: وهي تعتمد على شخص المرشح ومميزاته وانجازاته ومواقفه السابقة ودرجة القبول التى يتمتع بها وكيفية تقديمه للناخبين و تصلح هذه الاستراتجية فى الانتخابات بالنظام الفردي وتلجأ اليها في معظم الاحيان أحزاب الأقلية□ (٣) الاستراتجية الثالثة: الحملة الانتخابية التي تركز على قضايا معينة: حيث يتم التركيز في الحملة الانتخابية على بعض القضايا المهمة التي تشغل الرأي العام وتتوقف درجة التأثير على الناخبين على الموقف أو الاتجاه التي تتبناه الحملة الانتخابية ويجب أن تركز الحملة على القضية العامة دون اقتراب من التفاصيل والجزئيات □ وتعتبر الانتخابية الأكثر نجاحا هي الاقدر على دمج جميع الاستراتيجيات والاستفادة منها في الحملة الانتخابية الواحدة■ ولا يستطيع المرشح أو الحزب السياسي تنظيم حملة انتخابية بدون الاستعانة بوسائل الاعلام المختلفة خاصة المرئية منها حيث تتقلص أهمية الإستعانه بالصحف في الحملات الانتخابية بينما يعتبر التليفزيون الوسيلة الأكثر تأثيرا حيث يجب تخصيص ميزانيات كبيرة لشراء الاعلانات والبرامج الدعائية في التلفزيون ،ومن ناحية أخرى وحول طبيعة الحملات الانتخابية ودور وسائل الإعلام الجماهيرية في الحملات الانتخابية أشار بتلر و ستوكس*الى اربعة أنواع من الحملات الانتخابية في الانتخابات النيابية العامة هم: (ا) الحملات الانتخابية للناخبين العاديين-وهي لا تستهدف اكثر من اعلام الناخبين وتزويدهم بالمعلومات والبيانات المهمة والضرورية واثارة النقاش السياسي حول الأحزاب السياسية والمرشحين بين الفرد والأسرة والأصدقاء■ (٢) الحملات الانتخابية لأعضاء الحزب على المستوى المحلى -وتشمل الطواف بالمدينة والمرور على الناخبين التماسا لأصواتهم وتوزيع النشرات والإعلانات والبيانات وبرنامج الحزب على المستوى المحلى وتنظيم عمليات الدعاية الانتخابية للحزب على مستوى الدائرة المحلية ■ (٣) الحملات الانتخابية الخاصة بالمرشحين الافراد -وتتمثل في اجراء المقابلات وعقد المؤتمرات والاجتماعات الانتخابية والقاء الخطب الانتخابية المناسبة والمرور على الناخبين ومصافحتهم باليد ومحاولة صنع الصورة الذهنية العاطفية بحضور الشخص المؤثر في الشعور العام للناخبين ■ (٤) الحملات الانتخابية المركزية لقادة الحزب السياسي -والتي تبدأ عبر اذاعة البرامج الاذاعية والتلفزيونية والتي تتناول الانتخابات والمؤتمرات الصحفية والاجتماعية الرئيسية التي يعقدها قادة الحزب والقاء الخطب الانتخابية المعدة والمنظمة في الاجتماعات والمؤتمرات واذاعتها في وسائل الاعلام الجماهيرية■ وتعتبر الحملة الانتخابية الناجحة هى مزيج متكامل من الحملات الانتخابية الأربع السابقة حيث تتلاقى جميعها لتحقيق الأهداف السياسية العامة للحزب السياسي ومرشحيه في الانتخابات على كافة المستويات المحلية والمركزية وكسب ثقة الناخبين في مرشحي الحزب وقيادته والفوز بأغلبية المقاعد في البرلمان● ●ويتم تقسيم المراحل التنفيذية للحملات الانتخابية الى خمس مراحل رئيسية هي: (ا) المرحلة الأولى -مرحلة دراسة موقف الحزب أو المرشح: وتعني هذه المرحلة بالدراسة المبدئية لموقف الحزب السياسي والمرشحين ودراسة الأحزاب المنافسة ووضع الخطة العامة للحملة الانتخابية ودراسة مدى شعبية المرشحين فى المناطق الجغرافية المختلفة ،فضلا عن تحديد مسئولى التنظيم الاداري للحملة والمسئولين عن الدعاية وتحديد وتو زيع المسئوليات والادوار وبحث سبل تمويل الحملة ○ (٢) المرحلة الثانية- مرحلة التقديم: وهي معنية بالتقدم بالترشح واعداد الحملة الانتخابية واذاعة البرنامج الانتخابي وتقديم المرشحين للجماهير○ (٣) المرحلة الثالثة- مرحلة الانتشار: وهي البداية الفعلية للاتصال بالجماهير واستخدام وسائل الاعلام المختلفة ووسائل الدعاية الشاملة بكثافة شديدة ومحاولات التأثير على الناخبين ويتبع فيها مبدأ (التأكيد والتكرار والعدوى )**ويعنى ذلك تأكيد الحضور والتأكيد على القضية والبرنامج وشخص المرشح وتكرار الدعاية لنشر عدوى التأييد بين جموع الناخبين○ (٤) المرحلة الرابعة- مرحلة التحديد والتركيز: ويتم فيها التركيز على أبرز القضايا التي تهم الناخبين في البرنامج الانتخابي وابراز الصفات الشخصية للمرشح دون مبالغة وتنفيذ الدعاية المضادة ضد المنافسين ودراسة سبل الرد ضمنا على الدعاية المضادة من المنافسين بما لا يؤدي الى زيادة انتشارها ومحاولة رسم صورة مثالية للمرشح فى ذهن الناخبين وتركيز الحملات الانتخابية فى دوائر معينة مهمة ومناطق بعينها ويفضل عدم التركيز في الدوائر المحسومة للمنافسين○ (ه) المرحلة الخامسة- مرحلة الحسم والبروز: وهي المرحلة الأخيرة قبل التصويت وتهدف اظهار الحزب والمرشح على أنه الاقوى والأكبر والأوفر حظا في الفوز واللعب على تكتيك (القفز في عربة المرشح الفائز) **حيث يريد اغلبية الناخبين انتخاب المرشح الأوفر حظا لأنهم يريدون أن يكونوا من مؤيدي المرشح الفائز ويتم ذلك عن طريق تنظيم استطلاعات رأى تظهر قوة الحزب والمرشح واستخدام وسائل الاعلام في تأكيد ذلك ،كما تعتمد تلك المرحلة على استثمار الاحداث والمواقف السياسية لصالح الحملة واظهار تأييد بعض الشخصيات العامة ذات الحضور والتركيز على اخطاء الخصوم ○■■■ ويعتبر التخطيط الجيد والمنظم والعلمي للحملة الانتخابية احد أهم العوامل في نجاحها حيث يؤدي الى التنظيم والاستثمار الأمثل للموارد والاستغلال الجيد لنقاط القوة ومحاولة تقوية نقاط الضعف كما يوفر التخطيط الجيد القدرة على الدراسة المتكاملة ويوفر رؤية شاملة متكاملة للحملة تراعي الظروف والاحداث والمستجدات كما يؤدي التخطيط الى التناسق فى الحملة الانتخابية واختيار منطق دعائي مناسب وشامل ومرن قادر على التعامل مع كل طارئ جديد● ●●خطوات تخطيط الحملة الانتخابية:* (1) جمع المعلومات والبيانات اللازمة وتحليلها- وتشمل دراسة العوامل المؤثرة في الناخبين من قضايا ومشاكل ،ودراسة المواقف والأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمكن الاستفادة منها،كما تهتم بطبيعة تقسيم الدوائر الانتخابية واهمية بعض الدوائر وتحديد الدوائر ذات الثقل الانتخابي،كما تشمل تقييم مدى تدخل الحكومة فى العملية الانتخابية وهل المناخ المتوفر صالح للانتخابات ام لا،كما تشمل ايضا دراسة المتغيرات الخاصة بعملية الدعاية الانتخابية وكيفية مواجهة تدخل الحكومة ودراسة اتجاهات التصويت وقياس الحجم النسبي للأصوات المتوقع الحصول عليها ○ (٢) تحديد مرتكزات الحملة الانتخابية والاهداف الاساسية للحملة- ويتم ذلك بهدف تحديد أفضل الاستراتيجيات المتبعة وتحويلها إلى رسائل شعارات وهتافات يتم تكرارها بصفة دورية ومستمرة ○ (٣) تحديد العناصر الرئيسية المكونة للحملة الانتخابية- مثل حجم التمويل وتقدير النفقات موزعة على الدوائر والكوادر المسئولة عن ادارة الحملة واختيار الوسائل الدعائية المناسبة والاتصال بوسائل الاعلام والاستعانة بالصحفيين والممثلين ورسامي الكاريكتير وتحديد شكل رسائل المطبوعات وتحديد دور قيادات الحزب وكيفية توظيف الاحداث لصالح الحملة وكيفية زيادة وتقليل معدلات( التداخل والتراكم)* بين الوسائل الاتصالية في كل دائرة انتخابية ولكل نوعية من الناخبين حيث يفضل زيادة معدلات التداخل والتراكم في الدوائر الأكثر أهمية والحفاظ علي ثباتها في الدوائر المؤيدة و تقليلها لفئات الناخبين المؤيدة تماما أو المعارضة بشدة○ (٤) جدولة الحملة الانتخابية*** وهى اهم خطوات تخطيط الحملات الانتخابية حيث تعتبر الجدولة المنطقية للحملة الانتخابية هي التي تحقق الدرجة الحدية المثلى من حيث الانتشار والحجم المناسب والتكرار والاستمرار وحدوث أقصى تأثير على الناخبين وتشمل عملية الجدولة كيفية التعامل مع الوقت والجغرافيا حيث يتم تحديد الأوقات الدعائية المناسبة والاماكن الدعائية التي تحقق اكبر قدر من الاستفادة وكيفية توزيع المخصصات المالية زمنيا وجغرافيا بحرفية لتحقيق أكبر قدر من التأثير والاستفادة○ (ه) دراسة الحملات الانتخابية المضادة للمرشحين المنافسين ومدى فعاليتها ومحاولة التنبؤ بمضمون وسائل واساليب الدعاية في الحملات الانتخابية المضادة وتدبير وسائل وأساليب الرد عليها○ (٦) المتابعة الفعالة والمستمرة للحملة الانتخابية والقدرة على تصحيح الأخطاء وتعديل المسار○ (٧) تنظيم عدد من الحملات الانتخابية المصغرة في اطار متكامل مع الحملة الرئيسية لضمان التركيز في دوائر معينة○ (٨) التخطيط المدروس للمرحلة الأخيرة والتركيز الشديد عند النهاية○■■■ ●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●● بعد تسليط الضوء على الدعاية الانتخابية تنتقل الان إلى تسليط الضوء على الدعاية السياسية والتي تهدف الى التأثير المستمر على الجماهير لتبني وجهات نظر مؤيدة وتكوين رأي عام متقبل للحزب والكيان ،ولكن قبل البدء في الحديث عن الدعاية السياسية سنلقى نظرة على الجماهير وعقليتها وكيفية التأثير في اللاوعي الخاص بها فكما يقول( جوستاف لوبون)**[ان الجماهير لا تعقل ,فهي ترفض الأفكار أو تقبلها كلا واحدا من دون ان تتحمل مناقشتها ،وما يقال لها يغزو عقلها سريعا ،فهي لا تعرف غير العنف الحاد شعورا ،فتعاطفهالا يلبث ان يصير عبادة، ولا تكاد تنفر من أمر ما حتى تسارع الى كرهه، وفي الحالة الجماهيرية تنخفض الطاقة على التفكير ويذوب المغاير في المتجانس بينما تطغى الخصائص التي تصدر عن اللاوعي] وبالتالى فإن قدرة الدعاية السياسية على التأثير في اللاوعي الجماهيري هي المعيار الأول والأخير في الحكم على فاعلية تلك الدعاية،فالدعاية السياسية تتعامل مع الفرد كجزء من جمهور ،فمن الصعب توجيه الدعاية للفرد وهو في عزلة بعيدا عن الجمهور ،فهي لا تتعامل مع الفرد كفرد ولكن تتعامل معه على أساس الأمور المشتركة بينه وبين الاخرين أي تتعامل مع دوافعه ومشاعره والامور الأخرى التي يؤمن بها ,فالفرد الذي يشكل عنصرا في حشد أو جمهور تضعف دفاعاته النفسية ويسهل إثارة ردود افعاله وهذا ما تهدف إليه الدعاية السياسية ومع ذلك لا ينبغي للدعاية ان تتجاهل رغبة الفرد في تأكيد الذات وهذه هي المعادلة المتزنة في الدعاية السياسية ● ■و يجب ان تكون الدعاية مألوفة للتيارات الاجتماعية والايديولوجيات العميقة والقواعد السيكولوجية والاجتماعية التي يقوم عليها المجتمع كله فلا يمكن للدعاية ان تنجح اذا انفصلت عن العناصر البنائية للمجتمع فليس الغرض من الدعاية السياسية تغيير الايدولوجيات ولا تغيير الشخصية الكامنة للعرق فذلك مستحيل ولكن غرضها تكوين رأى عام مؤيد وخلق قابلية لتلقى افكار بعينها تجاه حزب وكيان معين لذلك فهى تركز دائما على الشعور والعواطف واللاوعى مع عدم اهمال العقلانية فى اوقات معينة لمراعاة الذات الفردية للاشخاص● ■وسائل الأحزاب في الدعاية السياسية : (ا) التمثيل النيابي : -وهو وجود ممثلين للحزب فى البرلمان وتبنيهم لقضايا تهم المواطن العادي وهذا يتيح الفرصة امام الحزب لتنفيذ مبادئه وسياساته بواسطة اعضائه مما يكسبه المزيد من المؤيدين○ (٢) الدبلوماسية الاعلامية (٣) الحوار والنقاش داخل الحزب (٤) استخدم وسائل الاعلام (٥) رفع شعارات تهم المواطن وتتعلق بقضاياه واختيار رموز دعائية ورسائل واضحة ومعبرة (٦) اثارة مشاعر الأفراد والجماعات لكسب التأييد الشعبى (٧) استخدام التجمعات الجماهيرية والعمل المستمر فى الشارع●●● ■■وتلجا معظم الأحزاب السياسية فى العالم لأساليب ملتوية غير أخلاقية لكسب التأييد من كذب وادعاءات ونشر شائعات وتبريرات سخيفة وخداع وتجارة بالدين وقضايا الامم مما يتعارض مع الأخلاق المجتمعية والدينية ويحدث ذلك بسبب انتشار الفلسفة المادية الملحدة تارة والبعد عن جوهر الدين وتبنى تدين شكلى وانتشار اخلاق الصيرورة والمصلحة ،فالسياسة هى فن ادارة الحياة ولا يمكن باي حال من الاحوال فصلها عن الدين واخلاقه وقيمه وما نطالب به دائما هو فصل الدعوى عن السياسى وعدم التجارة بالدين فهذا يتعارض بشدة مع الدين نفسه■■■ ■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■ هذا العمل هو ملخص مدمج لبعض الكتب هى ■الدعاية الاتتخابية للدكتور صفوت العالم (المكون الرئيسى) ■سيكولوجية الجماهير. للفرنسي (جوستاف لوبون)* عالم النفس الاجتماعى فى القرن التاسع عشر ■اعمال بتلر &ستوكس ●●●● مقدم برؤية شخصية محمد رفيع مدونة رفيعيات santarafie.blogspotcom

الاثنين، 7 يناير 2013

الحكم الرشيد

الحكم الرشيد هو مصطلح سياسي يعبر عن كيفية ادارة البلاد ومواردها بكفاءة عالية لتحقيق الصالح العام للمواطنين من وجهة نظر المواطن نفسه فهو الحكم الأول والاخير على أسلوب الحكم وهل يحقق له الرخاء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والانسانية أم ان مصطلح الصالح العام يراد به أشياء أخرى مثل السيطرة والبقاء فى السلطة وتحقيق مصالح شخصية ولتحقيق الحكم الرشيد هناك العديد من العناصر lلواجب توافرها والشروط الواجب حدوثها نستعرض منها الاتى : ■قدرة الدولة على ادارة الموارد بكفاءة :وهذا يحتاج الى كوادر ادارية مدربة في كافة مؤسسات الدولة تمتلك من الرؤية الاستراتجية واليات رسم السياسة العامة واليات تنفيذها القدر الكامل لتحقيق التنمية المستدامة ▪ ■الالتزام بتحقيق الصالح العام :وهذا يتطلب إيمانا من الجهاز الحكومى و lلمؤسسات بهذا الصالح العام وان يعي الجميع انهم يعملون من أجل المواطن وليس من اجل المصالح الشخصية والفئوية ,كما يجب ان يكون هناك ثقافة مجتمعية تتخلى عن الفردية وتعى أن صالح الفرد لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال الجماعة وان انتماء الفرد لجماعته هو وحده القادر على تحقيق أهدافه وهذا بدوره لا يتحقق الا بخلق الانتماء للجماعة والثقافة والارض ▪ ■وجود مفاهيم كالشفافية والمساءلة:فالشفافية تعني حرية تداول المعلومات وحق المواطن في ان تبرر السلطة دواعي اتخاذ القرارات وان تكون صادقة مع الشعب ,والمساءلة تقتضي القدرة على سؤال السلطة ومحاسبتها وتنقسم المساءلة إلى نوعين: (1)المساءلة الرأسية:وهو حق المواطن فى المساءلة والحساب والعقاب يمارسه عن طريق صناديق الانتخاب والديمقراطية الحقيقية من خلال انتخابات حرة ونزيهة في مناخ من الحرية والمساوة والحيادية من أجهزة الدولة دون ادنى محاولة لتزوير الإرادة بالمنع والتضليل ,فكم من صناديق انتخابية وستائر في ديمقراطية شكلية ,كما يستطيع المواطن القيام بالمساءلة من خلال وجود اعلام حر ومنظمات مجتمع مدني مؤثرة. ولتحقيق المساءلة الرأسية يجب انظ يكون لدينا(مواطن يقظ)يعرف حقوقه وواجباته وقادر على فهم واستيعاب مختلف العمليات السياسية في المجتمع يتابع الحالة السياسية ويحدد مواطن الخلل فيها ,فإذا غاب هذا المواطن اليقظ فإن القدرة على المساءلة الرأسية تتقلص إلى حد بعيد. (2)المساءلة الأفقية:وهذا طالنوع من المساءلة تمارسه مؤسسات وأجهزة الدولة الرقابية المختلفة من برلمان وهيئات قضائية ومنظمات مستقلة كمكافحةالفساد والبنك المركزي والجهاز المركزي للمحاسبات وهذا يتطلب شفافية ونزاهة واستقلالية . ■احترام القانون:ويعني ذلك احترام الجميع من أفراد ومؤسسات للقانون واحكام القضاء والحفاظ على استقلالية جميع المؤسسات القضائية وتعديل القوانين لتناسب العصر وتفي بالغرض وتحقق الصالح بسرعة وتوليد الثقة في القانون وفي مؤسسة القضاء ويتطلب ذلك تقليل تكاليف اللجوء للقضاء من ناحية ورفع المستوى المهنى للقضاة وضمان حيادية القضاء واستقلاله. ■وجود مايسمى برأس المال الإجتماعي وهو عبارة عن الروابط والشبكات والمنظمات التي يؤسسها الأفراد بإرادتهم الحرة على اساس من الثقة والاحترام المتبادل والعمل المشترك مثل الجمعيات الاهلية والنقابات والروابط والأندية مما يؤدى إلى تشجيع المشاركة في الحياة العامة وتوليد ثقافة سياسية تشكل دعائم مواطنة مسئولة تخلق استقرارا سياسيا وتعزز الشرعية السياسية . ■البحث عن البيروقراطية الرشيقة عن طريق اعادة هيكلة البيروقراطية والجهاز الإدارى للدولة بتقليل الحجم ورفع الكفاءة والتخلص من عقلية (من يمنح) لصالح عقلية (من يخدم) والتخلص من الطقوسية الوظيفية ونظرية السيد والتابع في المؤسسات والتمثيل المتنوع لكافة الطوائف فى الجهاز الاداري والعمل على حيادية البيروقراطية تجاه القوى السياسية المختلفة والقضاء على الفساد والمحسوبية. ■التحرك باتجاه اللامركزية الإدارية والتخلص من مركزية الإدارة واطاحة الفرصة أمام الأقاليم المحلية وادارتها J التصرف باستقلالية في إدراة الوحدات المحلية دون أن يتطلب ذلك تنفيذ الحكم المحلى فهي يجب ان تخضع للبرلمان المركزى والقضاء المركزي والقانون العام للبلاد▪▪ إن تلك هي العناصر الضرورية لتحقيق الحكم الرشيد وهي تعتبر من ناحية أخرى حكما على كفاءة وقدرة السلطة ورغبتها في الاصلاح فالسلطة التي تبتعد عن تلك العناصر فاشلة ومغرضة ,فغياب الحكم الرشيد يؤدي الى اهمال الموارد وانتشار الفساد والعنف السياسي وسوء حالة الوطن والمواطن وارتفاع معدلات الجريمة وغياب الأمن ,وينبغي إدراك أن رغبة الفرد في الوصول الى الحكم الرشيد تأتي في المقام الأول ,فإذا فقدت تلك الرغبة فلا أمل ولا اصلاح▪▪▪ هذا الكلام هو ملخص ما جاء فى كتاب (الحكم الرشيد)* J(سامح فوزي )* برؤية شخصية □□□