فى الفلسفة السياسية يتموقع التيار الليبرالى الحقيقى بين التيار المحافظ والتيار الثورى فلا هو تيار رجعى يتمسك بالقديم لدرجة التقديس ولا هو تيار ثورجى هدام يريد التخلص من القديم دون أدنى خبرة فى البناء،● وأحد آفات المجتمع المصرى الان هو قلة عدد من ينتمون لذلك التيار الحقيقى بالرغم من أن الكثيرين يصنفون أنفسهم من الليبرالين ،فنجد أن المجتمع المصرى ينقسم الى محافظين وليبرالين فى المسمى،فأما عن التيار الليبرالى فغالبيته متكلمين لا يدركون متطلبات المجتمع ولا يتفاعلون معه ينتقدون كل شئ ويريدون هدم كل شئ ينتمى للعصر البائد دون أدنى خبرة فى البناء ناهيك على أن عدد ليس بالقليل منهم يبحث عن مصلحته الشخصية وعدد اخر اقصائى بطبعه لا يتحدث الا على النقاء الثورى● وعلى الجانب الاخر من المحافظين وهم الاغلبيةنجد تمسكا بكل ماهو قديم اما لتحقيق مصالحه والحفاظ عليها واما خوفا من الجديد ورغبة فى الأمن والاستقرار وحتى ان تم صبغ القديم بايدولوجيات دينية قشرية فلا فارق فالمهم هو السيطرة على السلطة والحفاظ على المصالح فنجد أن الاخوان فعلوا نفس ماكان يفعله نظام مبارك مع صبغه دينيا ومن جهة الشعب فقد انتخب وأوصل الى السلطة من يعتقد أنه الأقوى للحفاظ على الاستقرار والأمن ولذلك سيظل هذا التيار فى السلطة مهما كانت صبغته بسبب ابعاد التيار الليبرالى الحقيقى لحساب مجموعة من المتكلمين والمصلحجية من هواة الجعجعة والاقصاء■
الخميس، 31 أكتوبر 2013
الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013
الحلقة المفقودة فى معادلة السياسة المصرية
الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013
الجماعات الوسيطة
الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013
فى فلسفة كتابة الدساتير
الاثنين، 26 أغسطس 2013
ايجابيات وسلبيات مسودة الدستور
الاثنين، 12 أغسطس 2013
شرعية السلطة وحرية الفرد
فى النظام الديمقراطى توجد دائما علاقة بين شرعية السلطة وحرية الفرد وكلما كانت تلك العلاقة متوازنة كلما نضج النظام الديمقراطى وأصبح أكثر استقرارا ولكى يتواجد هذا التوازن يجب أن يعى كل طرف مسئولياته تجاه الطرف الاخر■. فشرعية السلطة ليست مطلقة بل هى مستمدة من أفراد المجتمع وينبغى لها أن تحترم الحق السياسي لأفراده وحقه فى مساءلة السلطة ومحاسبتها ولا تكون المحاسبة بالانتخابات والصناديق فقط ولا حتى بالمحاسبة البرلمانية والاستفتائية فقط ولكن محاسبة عامة بكل الطرق وعن طريق جماعات الضغط الاجتماعية ولذلك وجب على الأفراد التكتل الاجتماعى والمهنى فى جماعات ونقابات لمواجهة غطرسة السلطة وينبغى أن تعى السلطة أنها تدير الدولة وليست هى الدولة وأن شرعيتها مستمدة أيضا من احترام سيادة الدولة ومؤسساتها من خلال احترام السيادة العليا للدستور والقانون وأن أى مخالفةلذلك تسقط شرعية السلطة ■. وعلى الجانب الاخر لا تعنى حرية الفرد تحرره من السلطة ولا غطرسته عليها وعدم احترام شرعيتها بل عليه اخضاع السلطة لشرعيتها بكل الطرق الممكنة مع احترام تلك الشرعية مادامت فى اطار الدستور والقانون فعلى الفرد مقاومة السلطة غير الشرعية وحماية السلطة الشرعية من حريته الخاصة فعليه طاعةالقانون الصحيح والالتزام بالنظام العام وهذا هو الحق الذى يفرضه عليه وجوده فى المجتمع ■. لذلك وجب وجود مايسمى بالعقد الاجتماعى أو الدستور والذى ينظم تلك العلاقة وكلما كان الدستور متوازنا ومرضى لطوائف المجتمع كلما أدرك كل طرف حقوقه وواجباته وتوازنت العلاقات بين مؤسسات الدولة وبين السلطة والدولة وبين السلطة والفرد وبين الدولة والفرد.
الثلاثاء، 16 أبريل 2013
الإفساد فى الأرض هو كبيرة من الكبائر ،والإفساد له معانى كثيرة ،فالمعنى الظاهر والواضح للإفساد هو التخريب والظلم والطغيان على حق الغير وترويع الناس، والمفسدون قد يكونوا من المجرمين المطلوبين أو من الحكام الظالمين أو من الموظفين المرتشين وغيرهم من أناس كثيرون منهم المخالفون للقانون ومنهم المتحايلون .
والمفسدون نوعين ،النوع الأول هو من يفسد ويدرك أنه فاسد ،وهذا النوع من الناس وجبت له النصيحة ثم النهى والزجر والتخويف لإنه يدرك ماهو فيه ويحتاح للمساعدة لكى يكف عن إفساده ،أما النوع الثانى فهو الشخص الذى يفسد وهو مقتنع أن فساده إصلاح وأنه على الطريق الصحيح وهذا الشخص لا يقبل النصيحة بل ينتقض ناصحه ويشوه صورته ويتهمه بالغرض والفساد ويدافع عن نفسه بشتى الطرق،وهذا النوع من المفسدين لا أمل فيه ويكون الحل الوحيد المتبع معه هو فضحه وإعلام الناس بإفساده ■
قال الله تعالى فى سورة البقرة : بسم الله الرحمن الرحيم [وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ،ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} صدق الله العظيم ■
الفكرة منقولة بأسلوب شخصى البسيط من( كليات رسائل النور لبديع الزمان النورسي)*
السبت، 13 أبريل 2013
الصدق والكذب
وصف بديع الزمان سعيد النورسي الكذب فقال:
ان الكذب أساس الكفر ،بل الكفر كذب ورأس الكذب ،وهو الاولى من علامات النفاق ،وما الكذب إلا افتراء على القدرة الالهية وضد الحكمة الربانية ،وهو الذي خرب الأخلاق العالية، وهو الذي صير التشيئات العظيمة كالشبحات المنتنة، وبه انتشر السم فى الإسلام ،وبه اختلت أحوال نوع البشر ،وهو الذى قيد العالم الإنسانى عن كمالاته وأوقفه عن ترقياته ،وبه وقع أمثال مسيلمة الكذاب فى أسفل سافلى الخسة ،وهو الحمل الثقيل على ظهر الإنسان فيعوقه عن مقصوده، وهو الأب للرياء والأم للتصنع ،فلهذه الأسباب اختص بالتلعين والتهديد والنعى النازل من فوق العرش ■■
ووصف الصدق فقال: الصدق هو أساس الإسلامية ،وهو خاصة الإيمان بل الإيمان صدق ورأسه ...وهو الرابط لكل الكمالات، وهو الحياة للأخلاق العالية ،وهو العرق الرابط للأشياء بالحقيقة ،وهو تجلى الحق فى اللسان ،وهو محور ترقى الإنسان ،وهو نظام العالم الإسلامى ،وهو الذى يسرع بنوع البشر فى طريق الترقى كالبرق إلى كعبة الكمالات ،وهو الذى يصير أخمد الناس وأفقره أعز من السلاطين ،وبه تفوق أصحاب النبى (عليه الصلاة والسلام) على جميع الناس وبه ارتفع سيدنا (محمد الهاشمى عليه الصلاة والسلام) إلى أعلى عليى مراتب البشر ■■■
الثلاثاء، 5 مارس 2013
الإرتكاز والإستناد
النظام المالى في اﻹسلام يقوم على أساس من العدالة والتي تتيح للفرد حرية الملكية الفردية دون التقيد بحد معين ما دام من حلال وما دام المالك يؤدي حق المال ،ونظام الزكاة و التي تعتبر دستور مرجعي للإقتصاد الإسلامي لا يقر بالنظام التصاعدي فى فرض الضرائب فالنسبة التي يؤديها المنفق ثابتة ويؤديها كل من ملك النصاب على قدر مايملك، وهذا النظام معنى أكثر بتحقيق العدالة الاجتماعية عكس النظم الاشتراكية والتي تعتقد أن المساواة المالية والمادية كفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية والسعادة على الأرض فقد أزاحت النظريات الاشتراكية الآله من المركز وأنكرت أنه وحده من يوزع الأرزاق وان الرزق له مفهوم أكبر وأشمل من المفهوم المادي وأن المال ما هو الا جزء منه مع الصحة والجمال والعيال وغيرها ،فكم من مالك للمال عقيم وكم من غنى سقيم وكم من فقير جميل وكم من محتاج صحيح البدن ،فهل تستطيع تلك النظريات شفاء المريض وتجميل القبيح؟؟ كلا وألف كلا ،ثم إن سبب إختلال النظام الإجتماعي هو التجافي والحقد بين الطبقات ولا يصلحه أن نعكس هذا الحقد ليكون موجه من الغني تجاه الفقير وهذا ماينتجه نظام الضرائب التصاعدية وفرض القيود على الملكية الفردية■ وعلى الجانب الآخر فإن النظريات الرأسمالية المتوحشة والتي تمكن طبقة معينة من التحكم فى كل شئ من قانون وإعلام ورأس مال وتتيح التحكم فى البشر واستعبادهم وتوجيه إختيارتهم تتنافى تماما مع مبادئ الإسلام والعدالة والإنسانية وهى وإن أتاحت حرية الملكية فهى أتاحت حرية تملك إرادة البشر بحجة الإنتاج والإستهلاك وتحقيق اللذة والجنة على الأرض وماأنتجت إلا وحشية وحقد وتجافى وإستغلال وظلم بين الطبقات وهى الآخرى أزاحت الآله من المركز وكلتاهما(الإشتراكية والرأسمالية) وجهان معكوسان لعملة واحدة وهى المرجعية المادية■ إن سبب الخلل في العالم نظريات مادية فقدت نقطة الارتكاز وهي وجود الله ونقطة الاستناد وهي الإيمان بالآخرة وأمنت بالمادة والرغبة وسعت لتحقيق الجنة على الأرض فأوقعت الإنسان فى نار التوحش والرغبة أوظلمات العدمية●
الخميس، 28 فبراير 2013
كلام فى السياسة
لا ينكر مصري الان رغبة الاخوان في السيطرة على مفاصل الدولة المصرية الا اذا كان عديم العقل أو صاحب غرض فهناك شبه إجماع على ذلك، ولكن يبقى السؤال الذى يطرح نفسه !!وهو لماذا إختار الإخوان الطريق الأسرع والأغبى والأكثر خطرا لتحقيق ذلك ؟؟؟!!! ولماذا عادو الجميع ؟؟فلايوجد عاقل يعادي الجميع بتلك السرعة ويخسر شعبيته بصورة أسرع ،هل هو جنون السلطة بعد جوع السجون وظلام الصفقات أم هي الطبيعة المتغطرسة للجماعة طوال تاريخها أم هى تصرفات أغبى جيل فى تاريخ الجماعة!!!!فقد كان بوسعهم السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة على المدى الطويل بكسب الثقة والتنويم وبعث رسائل التطمين للمعارضة والجماهير وجمع الناس حولهم فى مشروع قومي وهو انقاذ الاقتصاد وتحسين الاحوال المعيشية للمواطنين ثم تحقيق الانجاز ثم السيطرة ،ولكن ما حدث جعل بقاء الاخوان ومندوبهم فى مؤسسة الرئاسة شبه مستحيل بعد الانتخابات القادمة ان لم تحدث أمور اخرى قبل الانتخابات !!،فلكي يبقى مرسى رئيسا لفترة ثانية يحتاج الى معجزة الانجاز الاقتصادى والسياسي وهو ما أصبح في حكم المستحيل فعلى المستوى السياسى أصبح التوافق مع القوى الاخرى سياسية كانت ام ثورية مستحيل وعلى المستوى الاقتصادي فالموارد شبه معدومة والأمور تحتاج لمعجزة وليس أمام الاخوان مع ضعف كوادرهم وعدم رغبتهم في التعاون مع الاخر إلا مصدرين للتمويل وهما التمويل الداخلي من ضرائب ورفع الدعم أو تقليله والاستعانة بأموال التأمينات وهذا مستحيل فى الوضع الحالي لغياب الثقة وسوء الاحوال المعيشية لجموع الناس ،أو طبع النقود مما سيدفع الى التضخم الكبير وغلاء الاسعار بصورة غير مسبوقة ،اما المصدر الثانى فهو الاقتراض من دول أخرى وهذا غير متوفر بشكل كبير فالولايات المتحدة والإتحاد الأوربى يمران بأزمات مالية ناهيك أن الكونجرس الامريكى متحفز ضد ذلك ولا يوجد امام الإخوان إلا المال القطرى الوفير وهو متاح بلا حدود ولكن المقابل الذى سيقدمه الإخوان فاتورته باهظة ستزيد الطين بله ،ناهيك عن حالة عدم الإستقرار السياسي والذى تسبب فيه الإخوان و التى تقف ضد اى إنجاز■وثم سبب آخر يجعل بقاء مرسي مستحيلا بعد الإنتخابات الرئاسية القادمة وهو الضعف الشخصى والكاريزمى والبروتوكولى لشخصه فهو أصبح أضحوكة للمعارضين والمحايدين وتلقى لوم المؤيدين وإن أراد الإخوان وجود احد مندوبيهم رئيسا، عليهم على الاقل تغيير الشخص وذلك مستحيل لأنه سيكون إعترافا بفشل مرسي وفشلهم قبل فشله مما سيؤدى لنفس النتيجة.■ هذا فيما يتعلق بالمدى الطويل والإنتخابات الرئاسية ،اما فيما يخص الوضع الحالى والإنتخابات البرلمانية المقبلة فقد تسببت سياسة الإخوان وضعف مستشاريهم وعدم إحترامهم للقانون والدستور وإصرارهم على إجراء انتخابات قبل التوافق وفى حالة من الإضطراب الأمنى والسياسي الى أزمة قررت المعارضة على أساسها مقاطعة الإنتخابات البرلمانية القادمة وهو ما سيؤدى الى أحد سيناريوهات محتملة هى: ~السنياريو الأول:هو نجاح الإخوان فى العبور بالإنتخابات إلى برالأمان أمنيا وسياسيا وهذا يتوقف على كبر حجم المشاركة وقدرة ورغبة!!المؤسسة العسكرية فى تأمين العمليةالإنتخابية وهنا ستكون جبهة الإنقاذ هى الخاسر الوحيد ويكون انسحابها بمثابة الانتحار السياسى■ ~السناريو الثانى:هو حدوث كارثة أمنية خلال العملية الانتخابية خصوصا مع اشتعال الموقف فى بورسعيد والمنصورة والمحلة وغيرها مما سيؤدى الى فشل العملية الانتخابية وبالتالى الاسراع فى طريق تدخل العسكر ■ ~السنياريو الثالث:هو فشل الانتخابات سياسيا بسبب الاقبال الضعيف وسيكون بذلك موقف الاخوان ضعيفا فى الشارع وخصوصا اذا شاب العملية تزوير وانسحبت بعض الأحزاب المشاركة كالنور ومصر القوية من الإنتخابات وبالتالى يكون الإخوان هم الخاسر الأكبر ولكن ذلك يتوقف كثيرا على خطةالمعارضة بعد قرار المقاطعة وقدرتها على إعداد البديل■والله اعلم
الأربعاء، 13 فبراير 2013
وصف بديع
ما اروع وصف بديع الزمان النورسي للقرآن ،وماأحلى وصفه للايمان، وما أجمل وصفه للصلاة، وما أرقى وصفة للزكاة في رائعته العظيمة ( كليات رسائل النور ) والتي تعتبر كنز بكل ما تحمله الكلمة من معنى ،فشاور مذاقك إن كنت ذا مذاق!* ■قال بديع فى لمعة من تعريف القرآن: هو الترجمة الازلية لهذه الكائنات والترجمان الأبدي لألسنتها التاليات للآيات التكوينية ،و هو كشاف لمخفيات كنوز الأسماء المستترة فى صحائف السماوات والأرض ،وهو مفتاح لحقائق الشؤون المضمرة فى سطور الحادثات،و هو لسان الغيب فى عالم الشهادة،وهو خزينة للمخاطبات الأزلية السبحانية والالتفاتات الأبدية الرحمانية ،وهو أساس وهندسة وشمس لهذا العالم المعنوى الإسلامى ،وهو خريطة للعالم الأخروى،وكذا هو القول الشارح والتفسير الواضح والبرهان القاطع والترجمان الساطع لذات الله وصفاته وأسمائه وشؤونه،كذا هو مرب للعالم الإنسانى،وكالماء وكالضياء للإنسانية الكبرى التى هى الإسلامية،وكذا هو الحكمة الحقيقية لنوع البشر ،وهو المرشد المهدى إلى ماخلق البشر له ،وكذا هو للإنسان كما أنه كتاب شريعة كذلك هو كتاب حكمة وكما هو كتاب دعاء وعبودية كذلك هو كتاب أمر ودعوة،وكما أنه كتاب ذكر كذلك هو كتاب فكر،وكما أنه كتاب واحد لكن فيه كتب كثيرة فى مقابلة جميع حاجات الإنسان المعنوية*■ ■كما قال جزاه الله خيرا فى وصف الإيمان*: الإيمان نور يقذفه الله تعالى فى قلب من يشاء من عباده أى بعد صرف الجزء الإختيارى ،فهو نور لوجدان البشر وشعاع من شمس الأزل يضئ دفعة ملكوتية الوجدان بتمامها فينشر أنسية له مع كل الكائنات،ويؤسس مناسبة بين الوجدان وبين كل شئ،ويلقى فى القلب قوة معنوية يقتدر بها الإنسان أن يصارع جميع الحوادث والمصيبات ،ويعطيه وسعة يقتدر بها أن يبتلع الماضى والمستقبل ،وكما أن الإيمان شعاع من شمس الأزل ،كذلك لمعة من السعادة الأبدية أى الحشر ،فينمو بضياء تلك اللمعة بذور كل الآمال■ ■كما أبدع فى وصفه للصلاة* فقال: هى عماد الدين وبها قوامه وأساس العبادات القالبية،ثم إن الصلاة نسبة عالية ومناسبة غالية وخدمة نزيهة بين العبد وسلطان الأزل ،وإنها دعوة صانع الأزل إلى سرادق حضوره خمس دعوات فى اليوم والليلة لمناجاته التى هى فى حكم المعراج،وفيها إدامة تصور عظمة الصانع فى القلوب وتوجيه للعقول إليها لتأسيس إطاعة قانون العدالة الإلهية وامتثال النظام الربانى■ كما وصف الزكاة* فقال: هى قنطرة الإسلام ،وهى جسر يغيث المسلم أخاه المسلم بالعبور إليها ،وهى الواسطة للتعاون المأمور به،بل هى الصراط فى نظام الهيئة الإجتماعية لنوع البشر،وهى الرابطة لجريان مادة الحياة بينهم ،بل هى الترياق للسموم الواقعة فى ترقيات البشر■■■ فأعاننا الله نحن معاشر البشر الذين خلقنا من ظلمات العدم وجيئ بنا إلى ضياء الوجود بقدرة سلطان الأزل محملين بأمانة إعمار الأرض سادة على كل الموجودات على طاعة الرحمن الرحيم وشكره وعلى حسن عبادته■
وصف بديع
ما اروع وصف بديع الزمان النورسي للقرآن ،وماأحلى وصفه للايمان، وما أجمل وصفه للصلاة، وما أرقى وصفة للزكاة في رائعته العظيمة ( كليات رسائل النور ) والتي تعتبر كنز بكل ما تحمله الكلمة من معنى ،فشاور مذاقك إن كنت ذا مذاق!* ■قال بديع فى لمعة من تعريف القرآن: هو الترجمة الازلية لهذه الكائنات والترجمان الأبدي لألسنتها التاليات للآيات التكوينية ،و هو كشاف لمخفيات كنوز الأسماء المستترة فى صحائف السماوات والأرض ،وهو مفتاح لحقائق الشؤون المضمرة فى سطور الحادثات،و هو لسان الغيب فى عالم الشهادة،وهو خزينة للمخاطبات الأزلية السبحانية والالتفاتات الأبدية الرحمانية ،وهو أساس وهندسة وشمس لهذا العالم المعنوى الإسلامى ،وهو خريطة للعالم الأخروى،وكذا هو القول الشارح والتفسير الواضح والبرهان القاطع والترجمان الساطع لذات الله وصفاته وأسمائه وشؤونه،كذا هو مرب للعالم الإنسانى،وكالماء وكالضياء للإنسانية الكبرى التى هى الإسلامية،وكذا هو الحكمة الحقيقية لنوع البشر ،وهو المرشد المهدى إلى ماخلق البشر له ،وكذا هو للإنسان كما أنه كتاب شريعة كذلك هو كتاب حكمة وكما هو كتاب دعاء وعبودية كذلك هو كتاب أمر ودعوة،وكما أنه كتاب ذكر كذلك هو كتاب فكر،وكما أنه كتاب واحد لكن فيه كتب كثيرة فى مقابلة جميع حاجات الإنسان المعنوية*■ ■كما قال جزاه الله خيرا فى وصف الإيمان*: الإيمان نور يقذفه الله تعالى فى قلب من يشاء من عباده أى بعد صرف الجزء الإختيارى ،فهو نور لوجدان البشر وشعاع من شمس الأزل يضئ دفعة ملكوتية الوجدان بتمامها فينشر أنسية له مع كل الكائنات،ويؤسس مناسبة بين الوجدان وبين كل شئ،ويلقى فى القلب قوة معنوية يقتدر بها الإنسان أن يصارع جميع الحوادث والمصيبات ،ويعطيه وسعة يقتدر بها أن يبتلع الماضى والمستقبل ،وكما أن الإيمان شعاع من شمس الأزل ،كذلك لمعة من السعادة الأبدية أى الحشر ،فينمو بضياء تلك اللمعة بذور كل الآمال■ ■كما أبدع فى وصفه للصلاة* فقال: هى عماد الدين وبها قوامه وأساس العبادات القالبية،ثم إن الصلاة نسبة عالية ومناسبة غالية وخدمة نزيهة بين العبد وسلطان الأزل ،وإنها دعوة صانع الأزل إلى سرادق حضوره خمس دعوات فى اليوم والليلة لمناجاته التى هى فى حكم المعراج،وفيها إدامة تصور عظمة الصانع فى القلوب وتوجيه للعقول إليها لتأسيس إطاعة قانون العدالة الإلهية وامتثال النظام الربانى■ كما وصف الزكاة* فقال: هى قنطرة الإسلام ،وهى جسر يغيث المسلم أخاه المسلم بالعبور إليها ،وهى الواسطة للتعاون المأمور به،بل هى الصراط فى نظام الهيئة الإجتماعية لنوع البشر،وهى الرابطة لجريان مادة الحياة بينهم ،بل هى الترياق للسموم الواقعة فى ترقيات البشر■■■ فأعاننا الله نحن معاشر البشر الذين خلقنا من ظلمات العدم وجيئ بنا إلى ضياء الوجود بقدرة سلطان الأزل محملين بأمانة إعمار الأرض سادة على كل الموجودات على طاعة الرحمن الرحيم وشكره وعلى حسن عبادته■
الخميس، 24 يناير 2013
البر والعهد
الآية ١٧٧ في سورة البقرة تعبر بشكل واضح وصريح عن الفارق بين التدين الشكلي والتشبث بالقشور ونسيان اللباب فقد قال الله تعالى عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم(ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وأتى الزكاة والمو فون بعهدهم اذا عاهدواوالصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)صدق الله العظيم■ فليس الاسلام شكلا وانما هو حسن معرفة الله والإيمان به مع العمل الصالح، ويعتبر الوفاء بالعهود هو احد أهم اركان البر وهو أحد أهم الأشياء التي تؤدي الى اصلاح العمل والتي لا يصلح إسلام انسان بدونه فلا تكن المعرفة بالله وحدها كافية والا كان إبليس محقا بل هي الطاعة واعمار الارض باصلاح العمل مع حسن معرفة الله، والوفاء بالعهود انما يصدر من أصحاب النوايا السليمة المخلصة والتى تفي بعهدها مع الله أولا حتى تفي بالعهود مع الناس ،فبئس القوم من ادعوا ان مرجعيتهم هى الاسلام وهم اول من يغدر ويخلف الوعود ،والله اعلم ●