ما اروع وصف بديع الزمان النورسي للقرآن ،وماأحلى وصفه للايمان، وما أجمل وصفه للصلاة، وما أرقى وصفة للزكاة في رائعته العظيمة ( كليات رسائل النور ) والتي تعتبر كنز بكل ما تحمله الكلمة من معنى ،فشاور مذاقك إن كنت ذا مذاق!* ■قال بديع فى لمعة من تعريف القرآن: هو الترجمة الازلية لهذه الكائنات والترجمان الأبدي لألسنتها التاليات للآيات التكوينية ،و هو كشاف لمخفيات كنوز الأسماء المستترة فى صحائف السماوات والأرض ،وهو مفتاح لحقائق الشؤون المضمرة فى سطور الحادثات،و هو لسان الغيب فى عالم الشهادة،وهو خزينة للمخاطبات الأزلية السبحانية والالتفاتات الأبدية الرحمانية ،وهو أساس وهندسة وشمس لهذا العالم المعنوى الإسلامى ،وهو خريطة للعالم الأخروى،وكذا هو القول الشارح والتفسير الواضح والبرهان القاطع والترجمان الساطع لذات الله وصفاته وأسمائه وشؤونه،كذا هو مرب للعالم الإنسانى،وكالماء وكالضياء للإنسانية الكبرى التى هى الإسلامية،وكذا هو الحكمة الحقيقية لنوع البشر ،وهو المرشد المهدى إلى ماخلق البشر له ،وكذا هو للإنسان كما أنه كتاب شريعة كذلك هو كتاب حكمة وكما هو كتاب دعاء وعبودية كذلك هو كتاب أمر ودعوة،وكما أنه كتاب ذكر كذلك هو كتاب فكر،وكما أنه كتاب واحد لكن فيه كتب كثيرة فى مقابلة جميع حاجات الإنسان المعنوية*■ ■كما قال جزاه الله خيرا فى وصف الإيمان*: الإيمان نور يقذفه الله تعالى فى قلب من يشاء من عباده أى بعد صرف الجزء الإختيارى ،فهو نور لوجدان البشر وشعاع من شمس الأزل يضئ دفعة ملكوتية الوجدان بتمامها فينشر أنسية له مع كل الكائنات،ويؤسس مناسبة بين الوجدان وبين كل شئ،ويلقى فى القلب قوة معنوية يقتدر بها الإنسان أن يصارع جميع الحوادث والمصيبات ،ويعطيه وسعة يقتدر بها أن يبتلع الماضى والمستقبل ،وكما أن الإيمان شعاع من شمس الأزل ،كذلك لمعة من السعادة الأبدية أى الحشر ،فينمو بضياء تلك اللمعة بذور كل الآمال■ ■كما أبدع فى وصفه للصلاة* فقال: هى عماد الدين وبها قوامه وأساس العبادات القالبية،ثم إن الصلاة نسبة عالية ومناسبة غالية وخدمة نزيهة بين العبد وسلطان الأزل ،وإنها دعوة صانع الأزل إلى سرادق حضوره خمس دعوات فى اليوم والليلة لمناجاته التى هى فى حكم المعراج،وفيها إدامة تصور عظمة الصانع فى القلوب وتوجيه للعقول إليها لتأسيس إطاعة قانون العدالة الإلهية وامتثال النظام الربانى■ كما وصف الزكاة* فقال: هى قنطرة الإسلام ،وهى جسر يغيث المسلم أخاه المسلم بالعبور إليها ،وهى الواسطة للتعاون المأمور به،بل هى الصراط فى نظام الهيئة الإجتماعية لنوع البشر،وهى الرابطة لجريان مادة الحياة بينهم ،بل هى الترياق للسموم الواقعة فى ترقيات البشر■■■ فأعاننا الله نحن معاشر البشر الذين خلقنا من ظلمات العدم وجيئ بنا إلى ضياء الوجود بقدرة سلطان الأزل محملين بأمانة إعمار الأرض سادة على كل الموجودات على طاعة الرحمن الرحيم وشكره وعلى حسن عبادته■
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق