الأحد، 23 سبتمبر 2012

مقال سياسى

عامان على قيام الثورة خضنا فيهما العديد من التجارب الانتخابية ولم تتبلور حتى الان طبيعة وشكل السياسة فى مصر.
لقد تم اشهار الكثير من الاحزاب السياسية خلال تلك الفترة خاضت تخربة انتخابية واحدة صادمة وتجربة رئاسية اخرى اكثر احباطا ولكن السؤال الذى يطرح نفسه على الساحة السياسية ونحن على اعتاب تجربة انتخابات برلمانية خلال شهور سيختفى فيها دور العسكر تماما »هل سيبقى الوضع كما هو عليه ام ثم تغيير سيطرأ على الخارطة السياسية؟؟«
وللاجابة على هذا السؤال يجب ان نرجع قليلا الى الخلف ونتذكر الانتخابات البرلمانية الاولى.
لقد ظهرت العديد من الاحزاب بعد الثورة كان اولها الوسط تلاه النور السلفى والحرية والعدالة الاخوانى واتبع ذلك ظهور احزاب رد الفعل الليبرالى كالمصريين الاحرار والمصرى الديمقراطى مع بقاء احزاب المعارضة الكرتونية من وفد وتجمع وبعض الاحزاب الصغيرة التى كانت قائمة قبل الثورة مثل الكرامة والجبهة الديمقراطية.
ومع تجربة الاستفتاء بدأ الاستقطاب يظهر واضحا ولعب الدين دورا كبيرا فى الحسم لصالح الاسلاميين ولكنه لم يكن العنصر الاوحد فى الحسم فثم عنصر اخر لا يقل اهمية وهو الاستقرار واستعادة الامن خصوصا فى وجود المجلس العسكرى الذى كان فى صالحه وقتها التصويت بنعم.
مع مرور الوقت ومع الدخول فى التجربة الثانية وهى تجربة الانتخابات البرلمانية والتى حسمها الحرية والعدالة يليه النور ثم الوفد يليهم تحالف الكتلة المصرية والثورة مستمرة وكان ذلك ايضا لنفس الاسباب وهى اللعب على وتر الدين والاستقرار ولكن كان هناك عناصر اخرى لا تقل اهمية منها التنظيم الشديد للتيارات الاسلامية والعنصر المادى الذى كان حاسما نظرا للتمويل الشديد لتلك التيارات والعنصر المادى ظهر تاثيره ايضا فى الخمسين مقعد التى حصل عليها حزب الوفد مع الاخذ فى الاعتبار اعتماد حزب الوفد على اسلوب الوطنى المنحل.
وبوجود التيارات الاسلامية فى البرلمان مع وجود حكومة واعلام موالين للمجلس العسكرى ومع انتهاء شهر العسل العسكرى الاسلامى واهتمام تلك التيارات بخطاب دينى لم نتنقل منه الى خطاب تدبير الشئون مع حملات تشويه عسكرية فلولية دخلت التيارات الاسلامية انتخابات الرئاسة بقوة اقل خصوصا الحرية والعدالة الذى كان معنيا بمرشح مباشر مغمور ومع ذلك استطاعت الالة الاخوانية ان تحصد اصواتا كافية لدخول الاعادة وان دق ناقوس الخطر ضد مرشح النظام السابق وبقياس الاصوات التى حصل عليها مرسي ونصف الاصوات التى حصل عليها ابو الفتوح نجد ان تغيرا قد حدث وان شعبية التيار الاسلامى قلت بالمقارنة بالتجربة البرلمانية فثم فصلا حدث بين الدين والاستقرار الاقتصادى والامنى.
من ذلك لعلنا ندرك ان هناك عوامل لها تاثير قوى على الناخب المصرى وهى اللعب على وتر الدين والشريعة واللعب على وتر الاستقرار الاقتصادى والامنى والعنصر المادى والتمويلى والتنظيم الشديد والقدرة على العمل فى الشارع المصرى.
وبالنظر الى الوضع الان نجد ان كيانات جديدة بدأت فى الظهور وهى الدستور ومصر القوية ومصر عمرو خالد والمؤتمر والتحالف الاشتراكى الشعبى مما يغير الخريطة قليلا فاحزاب مثل مصر القوية ومصر ستجذب شريحة من جمهور الاخوان الدينى واحزاب المؤتمر المصرى قد تجذب اصواتا من الوفد واحزاب الفلول القديمة ويبقى حزب الدستور الذى يبدو انه سيمثل رقما صعبا فى الانتخابات طبعا وليس فى السياسة والاداء لان الحكم عليه اداءا وسياسة سابق لاوانه ولكن طبيعة التنظيم الشديد والانتشار والادارة الجيدة وحجم التمويل الضخم بدأت فى الظهور فى نشاطه خصوصا مع وجود شريحة شابة شديدة الحركية فى صفوفه مما يجعله المنافس الاقوى للتيارات الاسلامية وياتى التحالف الشعبى الذى اري انه نخبوي قد يحصل على اصوات ليست بالكثيرة, اما احزاب الوسط والتجمع والمصريين الاحرار والمصرى الديمقراطى فهى ستحتاج الى التحالفات لكى يبقى لها وجود نظرا لفقرها تارة ولعدم تنظيمها تارة.
وبالتالى فان ثم ثلاث لاعبين كبار اولها الحرية والعدالة الذي يملك وتر الدين ووتر الاستقرار لوجود مرسي فى الرئاسة والمال والتنظيم واللاعب الثانى هو النور الذي يملك وتر الدين والمال والثالث هو الدستور الذى يملك المال والتنظيم والشكل الشاب الحديث  ولذلك فان التصور القادم للبرلمان الجديد ممكن التنبؤ به نسبيا باغلبية اسلامية لكنها ليست كبيرة كالسابق فقد تصل الى 50%ثم بوجود مؤثر للدستور وتتوزع باقى المقاعد على باقى التيارات بما فيها احزاب الفلول والمستقلين وذلك يتوقف اولا واخيرا على طبيعة النظام الانتخابى وهل يكون فرديا او بالتمثيل النسبى وهل سيكون هناك حد ادنى لذلك التمثيل ام لا وايضا على طبيعة التحالفات الانتخابية.
والله اعلم.

تعليم ام مشروع شهادة

ان التعليم لا يقدر بثمن وتوجيه ميزانية محترمة للتعليم يدخل فى نطاق اولويات اى مجتمع ولكن ينبغى ان يكون التعليم تعليما وتنويرا لا مشروع شهادة.
والسؤال هنا:
لماذا ينفق المجتمع كل هذا الانفاق لينتج جيل من الدليفرية والكتبة يمكنهم ان يقوموا بمثل هذه الاعمال دون تضييع كل هذا الوقت وكل هذا المال؟
ان العملية التعليمية لدينا اصبحت مشروع للحصول على شهادة تمتع صاحبها بمكانة اجتماعية فى المقام الاول واصبح التعليم وسيلة لا غاية واصبح الغرض من المعلم اعداد الطالب لعبور الامتحانات.
لذلك ينبغى علينا اولا ان نعيد النظر فى العملية برمتها والياتها والغرض منها وعندها فقط نستطيع الحديث عن الميزانية والمجانية.

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

وجهة نظر حول مفهوم الخلافة

يحن المسلمون دائما الى فكرة الخلافة الجامعة التى تضم جميع المسلمين تحت حكم واحد. فهل يمثل هذا الحنين حنينا الى شكل سياسي ووحدة جغرافية ام انه حنين رمزي الى وحدة اسلامية يكون المسلمون فيها كالجسد الواحد رغم اختلاف الجغرافيا والحكام؟؟
لقد ولدت فكرة الخلافة بتولى الصديق رضى الله عنه وانتهت بانهيار الخلافة العثمانية فى مطلع القرن العشرين مرورا بالدولة الاموية والعباسية وبعض الدويلات كالعبيدية وغيرها وكان هناك عصور رقى انسانى وقيمى وحضارى وعصور اضمحلال وضعف وصراع.
ونحن عندما نتحدث الان عن فكرة الخلافة نتحدث عن وحدة اسلامية واحدة يكون الخليفة الحقيقى فيها هو الانتماء للأمة الاسلامية فى كل شئ فان أمنت الشعوب الاسلامية على اختلاف جغرافيتها بفكرة الانتماء للاسلام كآمة اوصلت الى الحكم من يؤمن نفس الايمان واصبح الحاكم يمثل شعبه ويكون وجود وحدة اسلامية امر حتمى وسهل, وليس بالضرورى وجود الشكل السياسى للخلافة كنظام حكم لان ذلك الان اصبح شبه مستحيل.
ان المهم هو المضمون والغاية والهدف وليس الشكل.
فالمطلوب هو أمة إسلامية قوية ترعى مصالح المسلمين وتعز الاسلام وشعبه.
والله اعلم.

الخميس، 20 سبتمبر 2012

قناعة شخصية عن العلمانية

ان الدولة المطلقة المستبدة ليست دولة علمانية ولكنها دولة ثيوقراطية مقلوبة تأمم الدين ومؤساساته الرسمية لتبرر وجودها وتستبد به  وحكامها علمانيون علمانية شاملة خالية من قيم الانسانية يتمركز فيها الحكام حول ذاتهم لتحقيق اهدافهم الشخصية بينما الدولة الديمقراطية هى دولة علمانية ولكن علمانية الدولة والتى فيها تقف الدولة على مسافة واحدة من كل الاطراف ويتم تحييد المؤسسة الدينية واطلاق حريات المجتمع الدينية والعقائدية وقد يكون حكامها علمانيين او غير علمانيين فالعلمانية هنا هى علمانية الدولة وفصلها الدعوى عن السياسي وليست علمانية المجتمع والافراد فلا فصل للدين عن الحياة.
ان مشكلة العلمانية هى فى الاصل مشكلة مصطلح سيئ السمعة مشبوه مختلط التعريف وهو كذلك بالفعل,وينبغى فهمه فهما جيدا حتى يتم تعريفه.
فهناك فارق بين علمانية الدولة وعلمانية المجتمع وافراده فعلمانية الدولة هى وقوفها على مسافة متساوية من جميع الاطراف والقوى بينما تنقسم علمانية المجتمع إلى علمانية قريبة من الدين وعلمانية لادينية ضد الدين, والاولى معنية فقط بالجانب التعاقدى فى رقعة الحياة العامة فى العمل ولكنها لا تمتد الى حياته الخاصة وعلاقته بافراد المجتمع فهو انسان يحاول ايجاد توازن بين التراحم والتعاقد بينما العلمانية اللادينية وهى ضد الدين وهى ان يصبح الانسان مادى تماما لا تراحم فى حياته يتمركز حول ذاته لتحقيق اللذة والمتعة وهو بذلك غير مؤمن ببعث وحساب وجنته على الارض فتختفى من حياته كل قيم الدين والانسانية.وقد يكون الفرد علمانيا دون ان يشعر وقد يدعى العلمانية وهو ابعد ما يكون عنها وقد يحكم بالخطأ  على مجتمع بانه علمانى والعكس صحيح.
لذلك فان التسرع فى اصدار الاحكام يكون نوعا من السذاجة والسطحية واهمال ان ظاهرة العلمانية ظاهرة مركبة كامنة لا يمكن اختزالها فى الشكل فقط اهمال ليس فى محله.
ان تحول العلمانية الانسانية الجزئية بتعبير المسيرى الى علمانية لا دينية شاملة متطرفة يحدث فى معظم الاحيان بسبب طبيعة الانسان الذى يسعى الى التحرر واللامسئولية وطبيعة الدين الموجود فان كان الدين مجردا يكون التحول سهلا ومنطقيا والامر يختلف عندما يكون هذا الدين اسلام حقيقى معنى بالدين والحياة.
وفى المجتمعات الاسلامية حاول بعض المفكرين تبيئة العلمانية فى المجتمع المسلم بتوليد مصطلح العلمانية الاسلامية الذى يعنى فقط بفصل الدعوى عن السياسى وعدم استغلال الدين والدعاية الدينية للوصول للحكم والبقاء فيه منظرين انه لا تعارض بين العلمانية الجزئية بتعبير المسيرى والاسلام وحاول البعض القول بان العلمانية الانسانية الجزئية موجودة اصلا فى الاسلام والمشكلة فى سوء سمعة المصطلح نفسه.
ان الاسلام من وجهة النظر تلك اوجب فصل الدعوى عن السياسي ونهانا عن استغلال المساجد فى التجارة وبالتالى فى الدعاية السياسية وذلك الفصل ليس فصل للدين عن السياسة والحياة بالطبع فالمسجد مؤسسة معنية بحل مشاكل المسلمين ولكن النهى عن الاستغلال لتيار معين لتحقيق مكاسب شخصية حياتية.
ان العلمانية الشرقية جزئية انسانية وليست علمانية لادينية وان كان بعض العلمانيين الشرقيين لادينين ولكن النسبة تبقى ضئيلة جدا, وخطر تحول العلمانية الجزئية الى شاملة لادينية معدوم بسبب طبيعة الدين الاسلامى الذى يقدم الدين وطريقة واسلوب الحياة خصوصا ان المسلم مرتبط بدينه الاسلامى فى كل حياته وحتى ان ابتعد ظاهريا عنه فهو كامن داخله قيميا.
ان المرفوض هو العلمانية الشاملة التى تفصل الدين عن الحياة ولكن علمانية الدولة والعلمانية الجزئية هى فى الاصل قيم داخل الاسلام وان كان المصطلح مشبوها.
والله اعلم.

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

الانتصار الزائف

عندما تنكسر امة وتتخلف يكون البحث عن انتصار زائف هو اقصى ما تتطلع اليه,واذا طبقنا ذلك على امتنا نجد اننا دائما ما نحاول البحث عن ذلك الانتصار فى كل المجالات خاصة قليلة الشان منها.
لقد صنع الخليج اكبر طبق كبسة فى العالم,واشترى مواطن خليجى طائر يرقص ويغنى بالاف الدولارات,وصور المصريون فوزهم بكاس امم افريقيا على انه فتح عكا باحتفالات جنونية وصدق البعض ان حازم امام احرف لاعب فى العالم لفوزه بمسابقة بيبسي وتخيل البعض ان الاهلى افضل نادى فى العالم لمجرد تصنيفه كذلك من منظمة مغمورة.
وقد صور الطالب الفاشل الناجح بالغش نجاحه على انه نجاح باهر وصدق انه عبقرى. اننا ايضا نكذب على انفسنا بادعائنا ان الطفل المصرى اذكى طفل فى العالم وان الرجل المصرى هو الاقوى. ولقد تصور الحزب السياسي انتصاره على احزاب ضعيفة غير منظمة انتصار,حتى انه يخشي المنافسة القوية من احزاب جادة فيحاول اضعافها ليكون منتصرا مع ان الانتصار الحقيقى لا يكون الا على اقوياء فأى نشوة فى الفوز على ضعيف! !
اننا امة فشلت فى كل شئ ولكننا لم نعترف بفشلنا, بل صرنا نقنع انفسنا اننا منتصرون وان العالم ينظر الينا باعجاب وهنا تكون الكارثة التى لن نخرج منها الا بالاعتراف بذلك الفشل وان نقتنع ان الانتصار الزائف ليس انتصار بل هروب وانكسار يجلب العار.
ان كل الامم تمر بعصور اضمحلال وضعف وهوان فتلك سنة الحياة ولكن الامم لا تنهض الا بادراك ذلك التخلف ومحاولة معرفة اسبابه ومحوها والتغلب عليها والامم التى لا تدرك ذلك تغرق فى نوم عميق اقرب الى الموت.
فهل ماتت امتنا ام انه نوم عميق قد نستيقظ منه يوما؟؟؟.

الأحد، 16 سبتمبر 2012

فى الطريق إلى التجمع

وانت فى طريقك الى التجمع ايها الحزب السياسى ليس التجمع الخامس ولا حتى التجمع الأول بل تجمع رفعت السعيد ستجد منطقة رمادية سرعان ما تتحول الى معارضة نظام يدعمها ويكونها النظام لتحسين صورته وستجد نفسك تحولت الى عزبة لشخص او شخصين  وسيتم تغيير لائحتك والغاء الانتخابات  مرارا وتكرارا لصالحهما ويصبح غالبية أعضائك مطبلاتية لهما ولا عزاء لك ولشرفائك.

الدين والحياة والفكر

ان الحياة فى زمن ما تولد افكارا للبشرية, تتحول هذه الافكار لاحقا الى فكر, وهذا الفكر يحاول تطبيقه البشر فى تجربة حياتية فى زمن اخر, هذا الفكر قد يتطور او ينسف كاملا من تلك التجربة الحياتية وتتولد افكارا اخرى تتحول الى فكر وهكذا فان الحياة هى التى تولد الفكر وتطوره وتغيره حسب تغير الظروف والطبيعة الزمنية.
ان الفكر النظرى لا يمكنه تفسير الظواهر الحياتية بالكامل بل يتفاعل معها ليتطور وتتطور معه الحياة.
ان حلقة الوصل بين الحياة والفكر هو الدين, وكلما كان الفكر المستمد من الدين مفسرا لظواهر الحياة كلما كان هذا الدين أقرب إلى الفطرة السليمة وإلى طبيعة البشر وكلما كان هذا الدين أقدر على تحقيق التوازن الطبيعى والسعادة البشرية.
ان الدين الوحيد الذي حقق تلك الثنائية هو الاسلام, فالاسلام وهبنا الفكر الذى نفسر به ظواهر الحياة لنعرف كيف تعاش تلك الحياة وتفاعل مع الزمان والمكان بايجابية ومرونة شديدة جعلت من يؤمن بهذا الدين يجد مايريد بشرط أن يقترب من جوهره ولا يقصره على الدين المجرد السلبى ولا على طريقة الحياة المجردة من الدين(المادية).
ان  مشكلة الانسان الكبري فى العالم الان هو اقتصار الرؤي الدينية على الدين المجرد اما لطبيعة هذا الدين أو لقصور فهم الاسلام وهذا لا يؤدى الى التقدم مما جعله يولد مصطلحات كالعلمانية ليفصل الدين عن حياته وتتطور علمانيته لتصبح مادية وتتحول الى دين او الحاد مما يجعله احيانا غير متوازن لان دينه الجديد يفقده انسانيته وسعادته ويسقطه فى العدمية.
ان تخلى الانسان عن قيم الدين وايمانه بالعلم كدين سيؤدى حتما الى انهيار العالم وان الأمة المعنية بانقاذ العالم هى أمة الإسلام وإن قصرت فى هذا ضيعت الأمانة التى أودعها الله إياها.

السبت، 15 سبتمبر 2012

وصايا الرسول فى الحرب وفعل المتأسلمين الان.

ان محمد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) خير البشر وارحمهم حتى مع أعدائه وقد كانت وصاياه فى الحرب أكبر دليل على ذلك حيث كان رسول الله إذا بعث جيوشه قال"اخرجوا بسم الله تقاتلون فى سبيل الله من كفر بالله, ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان وأصحاب الصوامع" وقد جاء فى وصية الرسول ايضا " ولا تقطعوا شجرة ولا تعقرن نخلا ولا تهدموا بيتا"
اذا كانت هذه وصايا الرسول العظيم فى الحروب فهل من نصرته عليه الصلاة والسلام الاعتداء على السفارات وحرقها وترويع الامنين وقتل من لا ذنب له, إن هذه الافعال ابعد مايكون عن الاسلام وسنة نبيه,انها افعال لا يفعلها الا حمقى اغبياء ضعفاء ابعد مايكونوا عن الدين الذى فرغوه من جوهره وكرهوا الناس فيه بسوء تصرفهم.
ان الاهانة التى تعرض لها الرسول ليست اهانة لشخصه الكريم المعصوم ولكنها اهانة لضعف المسلمين وتخلفهم كتلك الاهانات التى يتعرضون لها فى كل ساعة من سنوات عدة فى البوسنة والشيشان وافغانستان والعراق وفلسطين وسوريا فاين كنا من تلك الاهانات لديننا ونبينا وامتنا!!!
ان نصرة هذا الدين لن تكون الا بقوة امة تقترب من جوهره وتاخذ بالاسباب التى تجعلها امة قوية تخشاها الامم من علم وانجاز وتنمية وهذا لن يفعله متأسلمين يعشقون الجعجعة والصياح والنباح.

Quote

ان الانتصار الحقيقى هو انتصار على اقوياء،لان الانتصار على الضعفاء بغير ذى معنى لانهم منهزمون قبل ان تبدأ المعركة.

الأحد، 9 سبتمبر 2012

ليس دفاعا عن الهام شاهين وشوبير

لا يصح فى أى حال من الأحوال أن يتهم رجل امرآة فى شرفها ويتهمها فى عرضها تحت اى ظرف ناهيك أن يكون ذلك الرجل مدعيا المشيخة والتدين والدين منه برئ حتى لو كانت المرآة تدعى الفن, إن الاسلام أمرنا بالستر وحتى انى رآى إنسان الفاحشة بعينه فعليه ستر فاعليهاولا يعنى رفض ما فعله هذا المنفر من الدين قبول ماتقدمه الهام شاهين على انه فن ورسالة فالفن منها برئ والرسالة خاوية وسلبية.

وعلى الجانب الآخر لا يعنى رفض مايهدد به الالتراس قبول تصريحات منافق يدعى شوبير, إن عدم قبول ما يفعله الالتراس رغم التعاطف معهم والتماس الأعذار لهم من منطلق أنهم شباب صغير السن رآي أصحابه يموتون أمامه دون القصاص من الجانى ولكن هل تقف الحياة حتى القصاص فى مجتمع قوانينه مغفلة وقضاؤه ممل طويل الحبال وشرطته متواطئة,إن الكلام عن البيوت المفتوحة والخسارة المادية لمرتزقة الاعلام ولاعبى الدورى الممتاز قد يكون ليس فى محله لانهم أغنياء إلى نهاية الدهر ولكن الوضع مختلف بالنسبة للاعبى دورى المظاليم الذين يقتاتون من الكرة.
لا يعنى ذلك الموافقة على إعادة الدورى وإقامة السوبر قبل حل المشكلة,ان الالتراس شباب صغير مندفع يجب احتواءه اولا, ولا يكون الاحتواء بالتصعيد والعند لان ذلك لا يصلح مع الاطفال.
يبقى أن نقول أنه لابد لنا من التخلص من ثقافة (معايا ولا ضدى) السائدة لدينا بسبب الاستقطاب الموجود لغياب العقل والموضوعية وحضور الاذن واللسان, فليس معنى رفض اقوال المتخلف المدعو عبدالله بدر قبول الهام شاهين كفنانة, وليس معنى رفض تصرفات الالتراس قبول المنافق شوبير كاعلامى.

الخميس، 6 سبتمبر 2012

المدرسة والبيت

إن العلاقة بين السلطة والمجتمع المدنى تتبلور فى العلاقة بين المدرسة والبيت فالمدرسة تمثل دور السلطة فى عملية التربية والتعليم والبيت يمثل دور المجتمع فى التربية والتعليم فلا يمكن ان يستغنى احدهما عن الاخر فإن اقتصر الدور على المدرسة وأهمل دور البيت اختل الميزان والعكس صحيح طبعا,ويمكن أن نقيس ذلك على مجالات عدة.
من ذلك قد نتبين أن تنمية المجتمع ليست مقتصرة على الحكومة والسلطة فقط بل لابد أن تتيح السلطة دورا للمجتمع المدنى.
بل قد نزيد على ذلك أن دور المجتمع المدنى أكبر من دور السلطة لإن المجتمع المدنى يعمل فى القاعدة والبناء بينما يكون دور السلطة  تنظيمى وتشريعى وقانونى, ولا يمكن أن يكون هناك بناء دون أساس, وأساس التنمية والنهضة هو المجتمع المدنى.
إن الحكومات الواعية بدور المجتمع المدنى هى الوحيدة القادرة على الإنجاز.

التجنيد

يجب أن نعيد التفكير فى آليات وقوانين التجنيد المعمول بها فى مصر,سواء فى المدة واليات التصنيف والغرض من هذا التجنيد وطريقة معاملة المجندين.
إن اختيار مجند ليقضى فترة طويلة فى الخدمة تاركا دوره فى المجتمع سواء كان فلاحا أو مهنيا أو حرفيا ليعمل مراسلة لدى أحد الظباط أو يقف تشريفة لأحد المسئولين أمر غير منطقى ينبغى إعادة النظر فيه.
ينبغى أيضا أن نعيد التفكير فى آلية معاملة المجند, فلا يعنى تحمل الظروف المعيشية الصعبة داخل الجيش أن تتم إهانته لفظيا وإنسانيا فإن ذلك لا يخلق إنتماءا ولكن يخلق نفورا وكرها,فمعاملة المجند بطريقة آدمية هو ما يخلق الإنتماء والولاء.
إن التجنيد واجب مقدس والإنضمام للجيش شرف ولكننا نحتاج إلى تنظيم الأمور بشكل أفضل.

Quote

إذا فكر إنسان فى الجانب الإيجابى للمصيبة خرج منها أقوى,أما إذا استغرق التفكير فى الجوانب السلبية قهرته.

رأي شخصى

غير مؤمن بمسمى التيارات الإسلامية والتيارات الليبرالية ولا التقسيم الأيدولوجى للأحزاب, أقول ذلك الكلام وكنت يوما أحد المتعصبين للأيدولوجيا السياسية وأحد المتكلمين والمنادين بتعريف أيدولوجية الحزب السياسى,وأرانى اليوم كافرا بها.
إن مرجعية جميع الأحزاب يجب أن تكون الهوية المصرية القيمية والأخلاقية والتى يعتبر الدين مكون رئيسى فيها, والأحزاب ماهى إلا كيانات تنظيمية لها رؤي معينة فى طريقة إدارة البلاد ويحكم عليها من برامجها وإنجازها فى السلطة والمعارضة, وليست كيانات تقوم كل منها على هوية وأيدولوجية مختلفة عن الهوية المصرية تحاول فرضها على المجتمع.
الأمر الثانى أن السياسة فى مجتمعنا يجب أن تكون أخلاقية قائمة على قيم ومبادئ المجتمع فلا تكون ممارسة الأحزاب للسياسة براجماتية تمارس فيها أدنى درجات الأخلاق عن طريق الكذب والخداع والتضليل والصفقات السرية المشبوهة ولا يكون الهدف من إنشاء الحزب هو الوصول للحكم فقط بل يجب أن يكون الوصول لإدارة البلاد وسيلة لتحقيق هدفا أسمى وهو تنمية ونهضة المجتمع عن طريق تطبيق الرؤية الحزبية.
إن تقليد منظومة الأحزاب الغربية بالكامل والإيمان بالسياسة من منظور مادى متحرر من الأخلاق شئ ساذج. إن السياسة هى فن إدارة المجتمع ولا يصح أن تتحرر من الأخلاق.

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

الإسلام دين الفطرة السليمة

فى المجتمعات الإسلامية تجد الإسلام راسخا فى الشخصية الكامنة للفرد مهما كان ظاهره وقناعاته ومهما ابتعد عن جوهره المعتدل وإن كان الفرد المسلم غير واعيا بهذا الرسوخ الكامن داخله لإن الإسلام كدين وثقافة يمثل الفطرة السليمة التى خلق الله الإنسان عليها, وبالتالى لا خوف على المجتمع المسلم من مصطلحات كالعلمانية لإن الإسلام كما قدم لنا الدين قدم لنا طريقة الحياة التى نعيشها فهو لم يحبس الإنسان فى قالب روحانى من ناحية ولم يحبسه فى قالب مادى بحت من الناحية الآخرى بل هو وحدة ثنائية القطب كما قال بيجوفيتش, فقد تفهم طبيعة الإنسان, فالإنسان ليس ملاكا بلا أخطاء وليس شيطانا ماديا بل هو إنسان يتدين يتطلع إلى الحياة الآخرة ويشتهى فى الحياة الدنيا هو إنسان يحب ويكره يخطئ ويصيب قد جعل له الله له الدين فى خدمة الدنيا والدنيا فى خدمة الدين وحمله أمانة إعمار الأرض بكل ماتحمله الكلمة من بناء وتشييد واقفا على الأرضية الأخلاقية والقيمية المستمدة من الدين.,فلا معنى للإستغراق فى التصوف وإهمال الحياة ولا معنى للمادية والإستغراق فى الحياة ولكنه التوازن الذى وهبه الله للإنسان ليكون طريقه لجنة الآخرة.ولنتذكر مقولة (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا).
إن هذا التوازن هو الفطرة وهو الإسلام الدين الأمى الذى لن يقبل الله غيره وهو النعمة التى أنعم الله بها على البشرية فمن قبلها وشكر ربه وعمل بها نجا ومن رفضها بجحود شديد هلك.