ان الحياة فى زمن ما تولد افكارا للبشرية, تتحول هذه الافكار لاحقا الى فكر, وهذا الفكر يحاول تطبيقه البشر فى تجربة حياتية فى زمن اخر, هذا الفكر قد يتطور او ينسف كاملا من تلك التجربة الحياتية وتتولد افكارا اخرى تتحول الى فكر وهكذا فان الحياة هى التى تولد الفكر وتطوره وتغيره حسب تغير الظروف والطبيعة الزمنية.
ان الفكر النظرى لا يمكنه تفسير الظواهر الحياتية بالكامل بل يتفاعل معها ليتطور وتتطور معه الحياة.
ان حلقة الوصل بين الحياة والفكر هو الدين, وكلما كان الفكر المستمد من الدين مفسرا لظواهر الحياة كلما كان هذا الدين أقرب إلى الفطرة السليمة وإلى طبيعة البشر وكلما كان هذا الدين أقدر على تحقيق التوازن الطبيعى والسعادة البشرية.
ان الدين الوحيد الذي حقق تلك الثنائية هو الاسلام, فالاسلام وهبنا الفكر الذى نفسر به ظواهر الحياة لنعرف كيف تعاش تلك الحياة وتفاعل مع الزمان والمكان بايجابية ومرونة شديدة جعلت من يؤمن بهذا الدين يجد مايريد بشرط أن يقترب من جوهره ولا يقصره على الدين المجرد السلبى ولا على طريقة الحياة المجردة من الدين(المادية).
ان مشكلة الانسان الكبري فى العالم الان هو اقتصار الرؤي الدينية على الدين المجرد اما لطبيعة هذا الدين أو لقصور فهم الاسلام وهذا لا يؤدى الى التقدم مما جعله يولد مصطلحات كالعلمانية ليفصل الدين عن حياته وتتطور علمانيته لتصبح مادية وتتحول الى دين او الحاد مما يجعله احيانا غير متوازن لان دينه الجديد يفقده انسانيته وسعادته ويسقطه فى العدمية.
ان تخلى الانسان عن قيم الدين وايمانه بالعلم كدين سيؤدى حتما الى انهيار العالم وان الأمة المعنية بانقاذ العالم هى أمة الإسلام وإن قصرت فى هذا ضيعت الأمانة التى أودعها الله إياها.
الأحد، 16 سبتمبر 2012
الدين والحياة والفكر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق