الأحد، 23 سبتمبر 2012

مقال سياسى

عامان على قيام الثورة خضنا فيهما العديد من التجارب الانتخابية ولم تتبلور حتى الان طبيعة وشكل السياسة فى مصر.
لقد تم اشهار الكثير من الاحزاب السياسية خلال تلك الفترة خاضت تخربة انتخابية واحدة صادمة وتجربة رئاسية اخرى اكثر احباطا ولكن السؤال الذى يطرح نفسه على الساحة السياسية ونحن على اعتاب تجربة انتخابات برلمانية خلال شهور سيختفى فيها دور العسكر تماما »هل سيبقى الوضع كما هو عليه ام ثم تغيير سيطرأ على الخارطة السياسية؟؟«
وللاجابة على هذا السؤال يجب ان نرجع قليلا الى الخلف ونتذكر الانتخابات البرلمانية الاولى.
لقد ظهرت العديد من الاحزاب بعد الثورة كان اولها الوسط تلاه النور السلفى والحرية والعدالة الاخوانى واتبع ذلك ظهور احزاب رد الفعل الليبرالى كالمصريين الاحرار والمصرى الديمقراطى مع بقاء احزاب المعارضة الكرتونية من وفد وتجمع وبعض الاحزاب الصغيرة التى كانت قائمة قبل الثورة مثل الكرامة والجبهة الديمقراطية.
ومع تجربة الاستفتاء بدأ الاستقطاب يظهر واضحا ولعب الدين دورا كبيرا فى الحسم لصالح الاسلاميين ولكنه لم يكن العنصر الاوحد فى الحسم فثم عنصر اخر لا يقل اهمية وهو الاستقرار واستعادة الامن خصوصا فى وجود المجلس العسكرى الذى كان فى صالحه وقتها التصويت بنعم.
مع مرور الوقت ومع الدخول فى التجربة الثانية وهى تجربة الانتخابات البرلمانية والتى حسمها الحرية والعدالة يليه النور ثم الوفد يليهم تحالف الكتلة المصرية والثورة مستمرة وكان ذلك ايضا لنفس الاسباب وهى اللعب على وتر الدين والاستقرار ولكن كان هناك عناصر اخرى لا تقل اهمية منها التنظيم الشديد للتيارات الاسلامية والعنصر المادى الذى كان حاسما نظرا للتمويل الشديد لتلك التيارات والعنصر المادى ظهر تاثيره ايضا فى الخمسين مقعد التى حصل عليها حزب الوفد مع الاخذ فى الاعتبار اعتماد حزب الوفد على اسلوب الوطنى المنحل.
وبوجود التيارات الاسلامية فى البرلمان مع وجود حكومة واعلام موالين للمجلس العسكرى ومع انتهاء شهر العسل العسكرى الاسلامى واهتمام تلك التيارات بخطاب دينى لم نتنقل منه الى خطاب تدبير الشئون مع حملات تشويه عسكرية فلولية دخلت التيارات الاسلامية انتخابات الرئاسة بقوة اقل خصوصا الحرية والعدالة الذى كان معنيا بمرشح مباشر مغمور ومع ذلك استطاعت الالة الاخوانية ان تحصد اصواتا كافية لدخول الاعادة وان دق ناقوس الخطر ضد مرشح النظام السابق وبقياس الاصوات التى حصل عليها مرسي ونصف الاصوات التى حصل عليها ابو الفتوح نجد ان تغيرا قد حدث وان شعبية التيار الاسلامى قلت بالمقارنة بالتجربة البرلمانية فثم فصلا حدث بين الدين والاستقرار الاقتصادى والامنى.
من ذلك لعلنا ندرك ان هناك عوامل لها تاثير قوى على الناخب المصرى وهى اللعب على وتر الدين والشريعة واللعب على وتر الاستقرار الاقتصادى والامنى والعنصر المادى والتمويلى والتنظيم الشديد والقدرة على العمل فى الشارع المصرى.
وبالنظر الى الوضع الان نجد ان كيانات جديدة بدأت فى الظهور وهى الدستور ومصر القوية ومصر عمرو خالد والمؤتمر والتحالف الاشتراكى الشعبى مما يغير الخريطة قليلا فاحزاب مثل مصر القوية ومصر ستجذب شريحة من جمهور الاخوان الدينى واحزاب المؤتمر المصرى قد تجذب اصواتا من الوفد واحزاب الفلول القديمة ويبقى حزب الدستور الذى يبدو انه سيمثل رقما صعبا فى الانتخابات طبعا وليس فى السياسة والاداء لان الحكم عليه اداءا وسياسة سابق لاوانه ولكن طبيعة التنظيم الشديد والانتشار والادارة الجيدة وحجم التمويل الضخم بدأت فى الظهور فى نشاطه خصوصا مع وجود شريحة شابة شديدة الحركية فى صفوفه مما يجعله المنافس الاقوى للتيارات الاسلامية وياتى التحالف الشعبى الذى اري انه نخبوي قد يحصل على اصوات ليست بالكثيرة, اما احزاب الوسط والتجمع والمصريين الاحرار والمصرى الديمقراطى فهى ستحتاج الى التحالفات لكى يبقى لها وجود نظرا لفقرها تارة ولعدم تنظيمها تارة.
وبالتالى فان ثم ثلاث لاعبين كبار اولها الحرية والعدالة الذي يملك وتر الدين ووتر الاستقرار لوجود مرسي فى الرئاسة والمال والتنظيم واللاعب الثانى هو النور الذي يملك وتر الدين والمال والثالث هو الدستور الذى يملك المال والتنظيم والشكل الشاب الحديث  ولذلك فان التصور القادم للبرلمان الجديد ممكن التنبؤ به نسبيا باغلبية اسلامية لكنها ليست كبيرة كالسابق فقد تصل الى 50%ثم بوجود مؤثر للدستور وتتوزع باقى المقاعد على باقى التيارات بما فيها احزاب الفلول والمستقلين وذلك يتوقف اولا واخيرا على طبيعة النظام الانتخابى وهل يكون فرديا او بالتمثيل النسبى وهل سيكون هناك حد ادنى لذلك التمثيل ام لا وايضا على طبيعة التحالفات الانتخابية.
والله اعلم.

هناك 5 تعليقات:

  1. مدخلتش فى حساباتك حاجات ممكن تأثر زى الاستفتاء على الدستور و اشراف حكومة إخوانية على الانتخابات و تأثير الغاء الدعم لو حصل

    ردحذف
  2. كلامك طبعا مهم وهذه. رؤية للوضع الحالى كما هو والسياسة. مليئة بالمتغيرات وفد يجد فى الامور امور ولكن من وجهة نظرى المتواضعة ان اشراف. الاخوان على الانتخابات لن يكون مباشرا وان القضاء هو المنوط بذلك وان سيكون هناك تجاوزات فستكون شبيهة بالتجربة البرلمانية السابقة اما الغاء الدعم فذلك غير وارد وان حدث سيكون جزئي على الطاقة لمحاولة تمرير القرض ولن يكون مؤثرا .
    والله اعلم
    شكرا على التعليق

    ردحذف
  3. كلامك طبعا مهم وهذه. رؤية للوضع الحالى كما هو والسياسة. مليئة بالمتغيرات وفد يجد فى الامور امور ولكن من وجهة نظرى المتواضعة ان اشراف. الاخوان على الانتخابات لن يكون مباشرا وان القضاء هو المنوط بذلك وان سيكون هناك تجاوزات فستكون شبيهة بالتجربة البرلمانية السابقة اما الغاء الدعم فذلك غير وارد وان حدث سيكون جزئي على الطاقة لمحاولة تمرير القرض ولن يكون مؤثرا .
    والله اعلم
    شكرا على التعليق

    ردحذف
  4. كلامك طبعا مهم وهذه. رؤية للوضع الحالى كما هو والسياسة. مليئة بالمتغيرات وفد يجد فى الامور امور ولكن من وجهة نظرى المتواضعة ان اشراف. الاخوان على الانتخابات لن يكون مباشرا وان القضاء هو المنوط بذلك وان سيكون هناك تجاوزات فستكون شبيهة بالتجربة البرلمانية السابقة اما الغاء الدعم فذلك غير وارد وان حدث سيكون جزئي على الطاقة لمحاولة تمرير القرض ولن يكون مؤثرا .
    والله اعلم
    شكرا على التعليق

    ردحذف