الأحد، 15 يوليو 2012

طريقتين

الحزب أو الرئيس أو الجماعة(أيا كان)الذى يريد أن يبقى فى السلطة أطول فترة ممكنة(خصوصا فى المجتمعات ذات الطبيعة الإستبدادية والتى لم تترسخ فيها الديمقراطية)يكون أمام أحد خيارين:
أولهما أن يعمل من اللحظة الأولى على تقدم الدولة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وذلك بإختيار معاونين ومساعدين ووزراء على درجة عالية من الحرفية والكفاءة بغض النظر عن الخلاف السياسي والأيدولوجى, وإتاحة الفرصة للمجتمع المدنى ليكون له دور فى تنمية المجتمع,وعدم المساس بالحريات العامة والخاصة.
والخيار الثانى هو أن يعتقد أن الوصول للسلطة هو دولاب الحياة ومفتاح السيطرة ويكرس وجود الدولة المطلقة المستبدة العميقة ويدعم البيروقراطية ويعمل على السيطرة على أجهزة الدولة,وأن يعتمد على أهل الثقة,فهو يعتقد أنه بسيطرته على كل شئ سوف يبقى فى السلطة لفترات طويلة.
فمن يسلك المسلك الأول سيبقى فى الحكم فترة طويلة شرعية مدعمه شعبيا وستخضع له مؤسسات الدولة (الجيش والشرطة)طوعا, ومن يسلك المسلك الثانى قد يبقى فترة طويلة فى الحكم ولكن حكمه سينتهى عاجلا أو آجلا لأن وجوده غير مدعوم شعبيا وسيبدأ بالتنازلات لبعض المؤسسات كالجيش والشرطة لكى تدعم وجوده وسينتهى حكمه بإسقاطه فى إنتخابات تارة أو بثورة شعبية وإنقلابات عسكرية تارة وسيدخل مزبلة التاريخ.
ومن بعض التجارب العالمية نجد دعما لهذا الكلام, فقد إختارتا تركيا وماليزيا الطريق الأول وقطعتا شوطا كبيرا فى طريق التنمية والتقدم,فهل نسير على نفس الدرب أم نسلك دروبا آخرى أكثر عقبات وصعوبات ومشاكل وإستبداد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق