يتناسب التقدم المنشود تحقيقه فى مستقبل أى شعب طرديا مع درجة تمسكه بتراثه وعاداته وتقاليده من ناحية, وطرديا مع الآخذ باسباب القوة من تعليم وعلم وقدرة على تطوير عاداته وتقاليده تدريجيا لتتناسب مع عامل الزمن, وعكسيا مع تقليد المنتصر حضاريا فى اللحظة الراهنة وتدمير تراثه وعاداته وتقاليده.
ولا يكون الإنتماء للماضى دعوة لإستدعائه فى الحاضر أو ركوب آلة الزمن للعودة إليه, ولكنه إنتماء لقيم ومبادئ وعادات وتقاليد الأجداد وتكوين أرضية ثقافية وتراثية نقف عليها للتعامل مع الحضارة المنتصرة لكى ناخذ منها مايناسبنا دون أن نطمس هويتنا.
إن الشعوب تحتاج إلى تراثها لكى تنجز الحضارة ولكنها بدون تطوير لهذا التراث ليناسب الزمن لن تتقدم وستنهى حضارتها,وبالتالى يكون جوهر المشكل فى إيجاد التوازن بين التمسك بالتراث والقدرة على تطويره دون طمس الهوية وذلك أسماه جوستاف لوبون عالم النفس الإجتماعى التوازن بين الثبات والتحول.
إن القطيعة الكاملة مع الماضى تؤدى إلى السقوط فى نهر الزمن والتوهان فى العالم, والتمسك الشديد بالماضى دون رغبة فى تطويره يؤدى إلى الجمود والتبلد الحضارى.
وعلى الجانب الآخريكون إنتماء الشعوب لمستقبلها وإدراك المسئولية تجاه الأجيال القادمة من الأبناء والأحفاد هو الضامن لتحقيق التقدم الحضارى المنشود,فالقطيعة الكاملة مع المستقبل تؤدى إلى اللامبالاة والإستهتار فى الحاضر, وكم من شعوب لامت أجدادها على ماوصلت إليه الأمور من إنحطاط وتخلف, وكم من شعوب قصرت فى حق أبنائها وأحفادها.
إذن مانريده هو التوازن بين إنتمائنا لماضينا وتراثنا وإيماننا بثقافتنا إيمانا يحفظها ويحفظنا من الضياع من جانب وبين إدراك أسباب التقدم فى الحاضر والقدرة على تطوير حاضرنا وإيماننا برسالتنا تجاه مستقبل أجيالنا القادمة.
الخميس، 26 يوليو 2012
الماضى والمستقبل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق