تعتبر جماعة الاخوان المسلمين من اهم الجماعات التى اثارت ومازالت تثير الجدل فى الاوساط السياسية والاجتماعية فى العالم ونحن لا نتحدث عن الاخوان المسلمين التى اسسها حسن البنا رحمه الله ،ولكن عن الجماعة التى وصلت للحكم
مؤخرا فى مصر والى اسست حزبا سباسيا وهو الحرية والعدالة ليكون الذراع السياسي للجماعة كما يطلق عليه فى الاوساط الاعلامية.
وبالنظر الى الاخوان المسلمين كافراد نجد تشابها فى الصفات قد يصل الى التطابق التام بينهم جميعا فى العقليات وطريقة التفكير والايمان التام بالجماعة الى حد يدفعنا الى القول بان مرجعيتهم اخوانية قبل ان تكون اسلامية نظرا لتمركزهم الشديد حول الجماعة الى حد اعتبارها جماعة الله المختارة،فقد يقبل منك الاخوانى اى شئ الا نقض الجماعة وقيادتها .
هذا الايمان الشديد بالجماعة هو مايفسر ظاهرة السمع والطاعة المعروفة عن كوادر الاخوان والتجانس التام بينهم والذى يتحول الى عدم قدرة على التوافق مع الآخر وهذا هو سبب الخلاف السياسي الدائم بينهم وبين القوى السياسية الاخرى.
اما عن سياسة قيادات الجماعة فهى لا تتغير بتغير الزمان خصوصا فى الاونة الاخيرة بعد ان تخلت الجماعة بشكل واضح وان لم يكن كامل عن الهدف الدعوى مركزة على الهدف السياسي والذى بسسبه تخلت القيادات المصرية عن دورها القيادى الخارجى لاخوان العالم متخلين عن طموحهم العالمى رغبة فى ارضاء الامريكان للوصول الى السلطة فى مصر باعثين للادارة الامريكية رسائل تطمنية خصوصا بعد ان اعلنت امريكا حركة حماس داخل قائمة الارهاب. وبعد الثورة المصرية ظهرت جماعة الاخوان المسلمين على انها اكبر فصيل سياسي
فى مصر معلنين انهم الاقوى والاقدر على مواجهة الظروف الحالية التى تمر بها البلاد دون رغبة منهم فى اشراك اى فصيل اخر فى تحمل المسئولية ولذلك فعليهم تحمل المسئولية كاملة وحدهم ،وبوصول الاخوان للحكم ظهرت صفات كثيرة يتصف بها قيادات الجماعة منها الطبيعة الريفية والقبلية وافتقارهم للعمل المؤسسي والتظيمى ،والطبيعة البراجماتية المتمركزة حول المصالح الشخصية والتى تكسبهم مرونة شديدة فى تغيير الطريقة والخطاب وهذا ماظهر فى انتخابات الرئاسة وتغير خطابهم من الخطاب الدينى وعهد الله وصلاة الجمعة فى القدس الى الخطاب الثورى وحق الشهداء والتحالف مع الاخ المناضل ابو الفتوح والاخ الثورى حمدين صباحى قبل جولة الاعادة وهو ما عاد للظهور بعد فوزهم بالمنصب .وبعد وصول الاخوان لمؤسسة الرئاسة ثم اشكالية كبرى يعانى منها الاخوان جميعا وهى مواجهة الغرور الشديد الذى يصل الى الكبر نظرا للقفزة الشديدة والغير متوقعة من السجون الى القصور مما يخلق رغبة لديهم فى توزيع الغنائم واقتسام التورتة مما سيؤدى بشكل ما الى ظهور مشاكل شخصية كانت مدفونة فى عصر المحنة فهل ستجد تفسيرا اخر للتجانس الماضى وهو المحنة ام انهم سيخلفون التوقعات ويستمرون فى انكار ذواتهم لصالح الجماعة ،وهذا ما ستجيب عنه الايام القادمة●
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012
اخوان الحاضر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق