الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

الاخوان فى 700يوم (خطابات تتغير ووعود تنسي)

ظلت جماعة الاخوان المسلمون تعلن انها اكبر معارض للانظمة لمدة 85 سنة ،وبالرغم من انها لم تقدم على اى عمل ثورى خلال تلك الفترة ،فقد استطاعوا ان يركبوا موجة ثورة يناير الماضية بفضل تنظيمهم الانتخابى وطول فترة اشتراكهم فى الانتخابات امام الحزب الوطنى ومعرفتهم الدقيقة بطبيعة العملية الانتخابية واساليبها الملتوية. ●وبالقاء النظر على تصرفات الجماعة منذ ثورة يناير فنحن سندرك كم التلاعب والالتواء فى مسار الجماعة وكيف يغيرون مواقفهم طبقا لما تتطلبه المصلحة وهذا لا يتطابق مع الشعارات التى يرفعونها ■والبداية مع اعلان انتصار الثورة التونسية واعلان القوى الثورية المصرية انها بصدد تنظيم مظاهرات يوم 25يناير وهو يوم عيد الشرطة ووقتها اعلن الموقف الرسمى للجماعة بعدم المشاركة وعندما نجحت التظاهرات وتم الاعداد لجمعة الغضب يوم28يناير استمرت الجماعة فى المناورة واكتفت بوجود بعض شباب الجماعة والذين عصوا امر القيادة وشاركوا ثم استقال معظمهم بعد نجاح الثورة والبعض الاخر أجبر على الاستقالة ومعظمهم الان موجود فى حزب التيار المصرى،●وبعد الانتصار على الشرطة وتحول التظاهرات الى ثورة عنوانها ميدان التحرير بدأ الخطاب الاخوانى فى التغير تجاه الثورة واعلنت الجماعة انها مشتركة من البداية بشبابها وبدأت فى الحشد فى الميدان ●ثم كان الانسحاب شبه الكامل ليلة موقعة الجمل والعودة بعد الانتهاء وتركوا الشباب الثورى الاخوانى وهم من كان لهم شرف الدفاع عن الميدان مع باقى القوى ●ثم كان الجلوس مع عمر سليمان ومحاولات مسك العصى من الوسط لضمان الاعتراف بهم ان لم تنجح الثورة ■ثم كان نجاح الثورة وسقوط النظام وحكم المجلس العسكرى والذى دخلوا معه فى شعر عسل طويل بعد ان اسسوا حزب الحرية والعدالة والذى نجح فى حشد الناس للتصويت بنعم فى الاستفتاء ثم حصل على الاغلبية البرلمانية●وعندما دخل الاخوان البرلمان باغلبية ساحقة بعد ان ترشحوا على كل المقاعد بالرغم من اعلانهم الترشح على ثلث المقاعد فقط فى البداية مما أدى الى زيادة الشكوك ونمو عدم الثقة كان اول خطابهم توجيه الشكر للمجلس العسكرى■وكان من المفترض بهم ان يبدأو فى لم الشمل عن طريق تقديم قانون العزل واقرار قوانين تطهير القضاء التى قدمت إليهم وقوانين اعادة هيكلة الشرطة وتنظيم محاكمات سياسية للفاسدين ،كان خطابهم ضعيف سيطرت عليه شعارات الشريعة والصدام الايدولوجى■ثم كانت هناك احداث محمد محمود وبدلا من الطرح الموضوعى للامور كان الهجوم على المتظاهرين ووصفهم بالبلطجية وتعاطى الترامادول يالرغم من سقوط عدد كبير من الضحايا■ثم كان الصراع مع الوزارة والصدام مع المجلس العسكرى بعد اصدار وثيقة السلمى وتنظيم مايسمى بجمعة قندهار ■ثم كان قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب والذى تسبب فيه فى المقام الأول اصرار الجماعة والقوى السياسية على اجراء الانتخابات بالثلث الفردى ثم الصراع السياسىى مع الدستورية ومن خلفها العسكر ■وبعد الضغط على المجلس العسكرى نتيجة احداث محمد محمود تم تحديد موعد تسليم السلطة باجراء انتخابات رئاسة دون دستور ووفقا للاعلان الدستورى وفى غياب برلمان،واعلنت الجماعة انها ستدفع بمرشح وبدأت بخيرت الشاطر والذى تم استبعاده وتحضير محمد مرسي كبديل ،ومع اجراء الانتخابات والتشرذم الثورى وعجلة الاتتخابات الاخونية نجح مرسي فى دخول الاعادة مع من يتمنى وهو شفيق مما غير الخطاب الانتخابى من اللعب على وتر الشريعة وعهد الله الى اللعب على وتر الثورة ضد الفلول،وبوقوف معظم القوى الثورية مع مرسي نجح فى خطف مقعد الرئاسة رغم كل ماقيل عن اللجنة الانتخابية ورغبتها الشفيقية وما قيل عن صفقة بين العسكرى والاخوان برعاية أمريكية للخروج الامن للعسكرى وهو ماتم فعليا بعد فترة ■وبدخول مرسي قصر الرئاسة بعد خطابته الرنانة العنترية فى التحرير ،تخيل الكثيرون اننا امام رئيس ثورى سينفذ وعوده كاملة وسيجمع الشعب كله على قلب رجل واحد لمواجهة المشكلة الاقتصادية والامنية وهى اشياء لم تتحقق بل زاد الطين ان السيد الرئيس اعلن انه نجح فى ذلك بنسب وارقام ذكرتنا بطريقة مبارك فى التعامل مع الامور،والامر الثانى هو تعيين حكومة ضعيفة مليئة بكوادر ضعيفة ووزير داخلية كان مديرا للامن العام ايام محمد محمود متناسيا التوافق مع القوى السياسية ،والامر الثالث وهو الاكبر كان استمرار عمل الجمعية التأسيسية والذى كان هناك وعدا مرسيا باعادة تشكيلها وهو ما اثار ردود فعل كثيرة خصوصا مع ضعف المنتج المقدم ،ثم اخيرا خرج علينا باعلان دستورى غير دستورى حصن فيه قراراته وحصن جمعيته التاسيسية ودفع نفسه لصدام مع الشارع والقوى السياسية والقضاء مقسما المجتمع مؤديا الى الاحتقان والاستقطاب ●وسواء هو من اصدر الاعلان ام مكتب الارشاد فنحن اصبحنا فى أزمة نتيجة اختيار الاخوان للطريق الذى تصوروه اسهل للسيطرة على مفاصل الدولة وفرض ارادتهم نتيجة الغرور وعدم القدرة على التوافق ■ان الاخوان المسلمين جاءتهم فرصة ذهبية للسيطرة والاستمرار فى الحكم بسلك طريق توافقى وبناء الثقة مع الاخر ومحاولات فعلية لتصحيح المسار ولكنهم اضاعوها برغبتهم فى السبطرة وقلة خبرتهم وتاثرهم بنظام مبارك مما سيؤدى بهم الى خسارة كل شئ ■ان هناك تغيرات كثيرة فى خطاب الاخوان المسلمين تحكمها مصلحة الاخوان العليا دون ادنى ادراك لمصلحة مصر السفلى (من وجهة نظرهم)●

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق