تولى الرئيس مرسى مؤسسة الرئاسة منذ اربعة شهور تقريبا والزم نفسه ببرنامج مفصل لاول 100يوم لحكمه لم ينجح فى الوفاء به مما أدى الى انقسام فى الشارع المصرى بين مهاجم له على الفشل الاولى وبين مدافع عنه لعدم الحصول على الفرصة كاملة وان 100يوم غير كافية للحكم عليه ،ونحن ان سلمنا بوجهة النظر الثانية واعطينا مرسي فرصة لاثبات وجوده فاننا نتوقع اختبارات عديدة خلال الفترة القادمة ستساهم بشكل فعال فى تقييم الاداء الرئاسي على المستوى الداخلى والخارجى وعلى مستوى علاقته بجماعة الاخوان المسلمين والقوى المعارضة . ■على المستوى الخارجى تواجه مرسي العديد من التحديات : -اولا :التصعيد الاسرائيلى فى غزة والذى يعتبر احدى اهدافه من وجهة النظر الاسرائيلية اختبار الادارة المصرية الجديدة ورد فعلها ودرجة اختلافه عن النظام المخلوع ،وحتى الان كان القرار المعتاد بسحب السفير المصرى فى اسرائيل ثم تصعيد فى الخطاب بصفة عامة ثم تهدئة ظهرت فى تصريحات وزير الخارجية المصرى وطلبه اسرائيل بانهاء الحرب ،وهذا الرد لا يتناسب مع متطلبات الشارع الثورى ولا يعبر عن الصورة الماخوذة عن جماعة الاخوان التى طالما اعلنت عداءها للكيان الصهيونى وان حاول مرسي التصعيد بقطع العلاقات الاقتصادية فسيجد معارضات شديدة وان رغب فى اعلان متهور للحرب فسيصطدم بقيادات الجيش والاستخبارات الرافضة للحرب من اجل غزة ولذلك فان مرسي امام اختبار صعب يتعين عليه الظهور بصورة قوية وسياسة خارجية تنهى الحرب دون التورط المتهور فيها. -ثانيا: المشكلة الخارجية الثانية هى كشف سرقة اسرائيل للغاز المصرى فى المياه الاقليمية المصرية فى البحر المتوسط وهذا الاختبار يحتاج الى خبرة قانونية وقدرة خارجية للضغط على اسرائيل ومقاضتها دوليا للحصول على الحق المصرى وهذا امر ليس بالسهل خصوصا ان اسرائيل استعانت بشركات عملاقة عالمية للتنقيب واقامت حائط صورايخ للدفاع عن المنطقة المعنية. -ناهيك عن الاختبارات والصعوبات المعتادة فى العلاقات المصرية الامريكية وكيف ستكون العلاقات مع ايران ودول الخليج المتربصة والمنتظرة للسياسة المصرية تجاهها. ■داخليا وهذا هو الاهم فلن تكون هناك سياسة قادرة خارجيا الا اذا كانت هناك جبهة داخلية قوية ومستقرة داخليا،فهناك العديد من الامور الداخلية الملتهبة والتى تعتبر بالغة الصعوبة فى مواجهة مرسي: : -المشكلة الاقتصادية وكيفية حلها دون اللجوء الى الاقتراض ودون اللجوء الى مد الايدى فى جيوب المصريين عن طريق زيادة الضرائب والمصروفات والغاء الدعم وهذه تحتاج الى سياسة اقنصادية رشيدة يقوم بها اهل الخبرة الواجب الاعتماد عليهم دون اهل الثقة . -المواجهة العاجلة للغلاء بسياسات قصيرة الاجل جدا حتى لا ينفجر الشارع المصرى اقتصاديا فى وجه الرئيس بثورة جياع قد تدخلنا فى نفق مظلم . -تطهير مؤسسات الدولة من الفساد وبناء منظومة ادارية تصلحها للقضاء على الاهمال والفساد والذى تسبب فى كوارث وضحايا اكثر مما تقدمه الحروب وذلك يحتاج الى رغبة سياسية لدى مؤسسة الرئاسة وقدرة ادارية وتنظيمية ورؤية استراتجية لما يجب ان تكون عليه مؤسسات الدولة المختلفة. -المشكلة السياسية المتمثلة فى الجمعية التأسيسية والتى وعد مرسي خلال حملته باعادة تشكيلها بطريقة متوازنة ،وكيف سيوازن مرسي بين ضغوط اخوانه المسلمين والتى تدافع عن التأسيسية وباقى التيارات المطالبة بحلها،وهل لو قام مرسي بحلها سيقوم بتشكيل مختلف ليس فقط فى الوجوه ولكن فى العقول والقلوب . ان ثم مشاكل كبيرة فى مواجهة مرسي ستمكننا جميعا من تقييم اداؤه والحكم عليه فى المرحلة القادمة نتمنى ان لا ندفع نحن ثمن فشلها بل نستفيد من نتيجة نجاحها ،والله اعلم●
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق