الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

النعمة مخفية فى طيات النقمة

(وهى لا تدرى أن النعمة مخفية فى طيات النقمة)■ هذه الكلمة التى قالها نور الله لصديقه المصرى بطل رواية {قمر على سمرقند} للروائي {محمد المنسى قنديل} واصفا والدة الإمام البخارى وهى تبكى ضياع نظر ولدها واليكم هذا الجزء {سارت به وهو وسط الظلام الدامس ،عبرت به الأنهر وغاصت فى رمل الصحراء،ركبت الجمال والبغال،وتحملا معا اياما متواصلة من الجوع والعطش حتى وصلا إلى مكة أخيرا،وقفت الأم بولدها تحت أستار الكعبة ،وظلت تبتهل لتسعين يوما كاملة ،أى إله لم يكن ليستجيب لمثل هذه الدعوات؟فى ذات صباح استيقظ البخارى فرأى كل شئ،زرقة السماء،وغبرة الصحراء،وتجهم الجبال التى تحيط بمكة،ورأى البيت العتيق بما فوقه من أكسية ،استعاد الإمام بصره،ولكنه رأى العالم بطريقة مختلفة ،أدرك أنه ترك فى ظلمته الأولى عالما مليئا بالنجاسات والأكاذيب والأحقاد الصغيرة ،لذا فقد بحث عن جوهر الكلم الشريف ،الأمر هكذا ياصديقى المصرى ،أنا وأنت وكل الزائلين فى حاجة إلى بصيرة جديدة،بصيرة تجعلك تتنكب عن كل السبل القديمة لتبحث عن سبل أخرى لم تطرق بعد}■ نعم اننا فى حاجة الى بصيرة جديدة ،نحتاج الى التخلص من كل السبل والصفات القديمة ،نحتاج الى التخلص من طرق واليات التفكير السائدة ،الى التخلص من الأنانية وحب الذات والبحث عن المصالح الشخصية،نتخلص من النجاسات والأكاذيب،نحتاج إلى بداية جديدة ،إلى البحث عن جوهر الحقيقة ،نحتاج إلى مواجهة أنفسنا بالحقيقة ،نحتاج إلى أن نواجه عيوبنا ونعترف بها ،نحتاج الى الاعتراف بفشلنا ،نحتاج الى ادراك سبب وجودنا فى الحياة ،نحتاج الى ادراك معنى وقيمة الأمة الوسط الشاهدة على الناس،نحتاج الى ادراك معنى خلافة الله فى الأرض ■ إن ما نتعرض له الآن من مشاكل وأزمات هو النقمة التى تختفى داخلها النعمة والتى لن ندركها الا اذا أردنا ذلك ورغبنا فيه وكنا قادرين على تحقيقه ،إن وطننا الان كالجسد المريض الذى اشتد ألمه وظهر فى أعراض هى بالرغم من شرها وقسوتها علامات على اشتداد المرض وتنبيه بموطن الداء لندركه ونسيطر عليه حتى ننقذ الجسد فلا يموت،وهذا لطف الله بعباده ،فالأمل دائما موجود مع المصيبة والحل يكمن داخلها ،وهذا معنى أن {النعمة مخفية فى طيات النقمة}فهل ندركها ونحمد ونشكر الخالق●

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق