المسيحية الصهيونية: نشأتها، مبادئها، وتأثيرها السياسي
تعريف المسيحية الصهيونية
المسيحية الصهيونية هي حركة دينية وسياسية تجمع بين المعتقدات المسيحية والولاء لدولة إسرائيل. تعتمد هذه الحركة على تفسير خاص للكتاب المقدس، حيث يُعتبر تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 تحقيقًا لنبوءات توراتية. يرى أتباعها أن دعم إسرائيل واجب ديني وسياسي، باعتبارها جزءًا من خطة إلهية لعودة المسيح إلى الأرض.
النشأة والتاريخ
-
الجذور اللاهوتية: بدأت فكرة المسيحية الصهيونية في أوروبا في القرن السابع عشر، مع ظهور المذهب البروتستانتي والتفسير الحرفي للكتاب المقدس. اعتقد بعض اللاهوتيين أن اليهود يجب أن يعودوا إلى "أرض الميعاد" (فلسطين) قبل عودة المسيح.
-
القرن التاسع عشر: ازدهرت الحركة مع النشاط التبشيري البروتستانتي في بريطانيا وأمريكا. شخصيات مثل القس "جون نيلسون داربي" لعبت دورًا كبيرًا في نشر فكرة الألفية (Millennialism) التي تركز على عودة المسيح بعد إقامة دولة إسرائيل.
-
العصر الحديث: مع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، أصبحت المسيحية الصهيونية قوة سياسية واجتماعية في الولايات المتحدة، حيث دعمت بشكل قوي سياسات إسرائيل من خلال التحالف مع التيارات السياسية اليمينية.
المبادئ الأساسية
- التفسير الحرفي للكتاب المقدس: تؤمن المسيحية الصهيونية بأن النبوءات الكتابية المتعلقة بأرض الميعاد هي حرفية وتتطلب عودة اليهود إلى فلسطين.
- دعم إسرائيل: تعتبر دولة إسرائيل ضرورة دينية وسياسية لتحقيق خطة الله.
- الألفية: يعتقدون أن عودة المسيح مشروطة بعودة اليهود إلى فلسطين وبناء الهيكل الثالث في القدس.
- التحالف مع اليهود: بالرغم من الاختلافات العقائدية بين اليهود والمسيحيين، ترى المسيحية الصهيونية أن دعم إسرائيل يخدم الخطة الإلهية.
التأثير السياسي
-
في الولايات المتحدة:
- المسيحية الصهيونية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل السياسات الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وخاصة دعم إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا.
- قادة مثل "جيري فالويل" و"بات روبرتسون" كانوا من أبرز الداعمين لإسرائيل ضمن الحركة الإنجيلية.
-
العالم العربي:
- تُعتبر المسيحية الصهيونية حركة معادية للعرب والمسلمين بسبب دعمها غير المشروط لإسرائيل وتبريرها للسياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
- تستند إلى روايات توراتية لتبرير الاستيطان والاحتلال، ما يزيد التوترات الدينية والسياسية في المنطقة.
النقد والمعارضة
-
داخل المسيحية:
- ينتقد العديد من المسيحيين (خاصة الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية وبعض الكنائس البروتستانتية) المسيحية الصهيونية، معتبرين أنها تشوه رسائل المسيح وتعتمد على تفسير متحيز للكتاب المقدس.
-
من منظور سياسي:
- تُتهم المسيحية الصهيونية بتغذية الصراع في الشرق الأوسط من خلال دعمها للسياسات الإسرائيلية المتشددة، مثل الاستيطان وتهويد القدس.
المسيحية الصهيونية هي حركة تجمع بين الدين والسياسة، مستندة إلى تفسير حرفي للكتاب المقدس لدعم إسرائيل. بينما ترى الحركة نفسها كجزء من خطة إلهية، تواجه انتقادات واسعة من داخل وخارج المسيحية بسبب تأثيرها السلبي على قضايا السلام والعدالة، خاصة في فلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق