تفسير صورة الفاتحة للشيخ الغزالى غير صلاتى وحياتى لشهور وجعلنى أجد راحة غريبة فى الصلاة ورضا غريب فى حياتى لم أعتده وحالة تصالح مع النفس لم أشعر بها من قبل,وللأسف الشديد عادت ريمة لعادتها القديمة ورجعت لعهدى السابق اقرأ الفاتحة فى الصلاة دون مبالاة لمعانيها ودون الإنغماس فىيها والتوحد معها ففقدت المتعة والرضا وأصابنى الهم والضيق, ولعلى أنقل ماكتبه الشيخ الغزالى من تفسير للفاتحة فى رائعته(نحو تفسير موضوعى لسور القرآن الكريم)لعلى أخجل من نفسى وأعود إلى الصلاح,غفر الله لى.
(سورة الحمد من قصار السور لكنها أم الكتاب وأعظم سوره.
تضمنت خلاصة وجيزة لعقائد الإسلام,وعهدا وثيقا بين الناس وربهم يحقق رسالتهم فى الوجود,ورجاء فى الله أن يهدى الطريق ويمنح التوفيق وينعم الرضا.
ولننظر فى الآية الأولى»الحمد لله رب العالمين«
الحمد لفظ تلتقى فيه معان ثلاثة,فهو ثناء يكشف عن أمجاد الذات العليا من جلال وجمال وكمال,وهو مديح على ماننال من عطاء ونعماء جاد بها ولى النعم,وهو شكر يقابل الخير النازل والفضل المسدى.
وعندما نصبح فنقول »الحمد لله الذى أحيانا من مماتنا وإليه النشور«فنحن نثنى ونمدح ونشكر.
و»رب العالمين«سيد العوالم كلها من العرش إلى الفرش,من السماء إلى الأرض,من الحيوان إلى النبات,من الملائكة إلى البشر.
والعالم ماعدا الله من خلق,وماعدا الله مربوب له فقير إليه,
نعم كل ماعدا الله عبد له,صنيعة نعمته»فلله الحمد رب السموات ورب الأرض ورب العالمين وله الكبرياء فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم«.
»الرحمن الرحيم« نحن فى رحمته نعيش,والرحمة والعلم يسعان كل شيئ,ولولا أن الله غفور رحيم لفتكت بنا معاصينا وقضى علينا جحودنا وطغياننا.
»مالك يوم الدين« المقصود بالدين الجزاء,وهو بداية العالم الآخر,والعالم الآخر هو المقابل لعالمنا المعاصر.
والحضارة المادية المسيطرة على الحياة الآن قلما تذكره,بل لعلها تري من الهزل ذكره,وهى تتعمد نسيانه فى ميادين التربية والتشريع والسياسة الدولية والمحلية مع أنه الحقيقة العظمى الأجدر بالرعاية والحساب.
»إياك نعبد وإياك نستعين« نعبدك وحدك يالله,ونستعين بك لا بغيرك,فكل غير محتاج إليك,كما جاء فى السنة"اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"»وإذا سألت فاسأل الله,وإذا استعنت فاستعن بالله«
»اهدنا الصراط المستقيم,صراط الذين أنعمت عليهم«الخط المستقيم أقصر طريق بين نقطتين,ولذلك لا يتعدد,ومن استقام اهتدى إلى الله»إن ربي على صراط مستقيم«
ودين الله واحد,بلغة الأنبياء على اختلاف الأعصار والأمصار,أساسه إله واحد,له الولاء والثناء,يفتقر إليه أهل الأرض وأهل السماء.
»غير المغضوب عليهم ولا الضالين« على الإنسان أن يكون صائب الفكر صادق النظر,فإذا اهتدى إلى الحق فعليه أن يعمل به ويتواضع لربه,ويرفق بعباده.
[هذه السورة فرض الله قراءتها فى جميع الصلوات, لتكون مناجاة متجددة مقبولة بين الناس ورب الناس,فهى حقائق علمية,وفى الوقت نفسه,ضراعة عبد يطلب رضا مولاه]
ونحن نكرر الدعاء لأنفسنا, كما نكرر غسل أعضائنا,لأن أسباب هذا التكرار قائمة,فالجسم الإنسانى لا يكفى فى تطهيره أن يغسل مرة أو مرتين,لابد من تكرار الغسل مدى الحياة! !
والطبع البشرى لا تصقله دعوة أو دعوتان لابد من تكرار الوقوف بين يدى الله لأن رعونات النفس ووساوس الشيطان لا تنتهى,فلابد من تكرار الدعاء واستدامة التضرع»إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا«
وهكذا فى سطور قلائل تم تصوير العلاقة الوحيدة الممكنة بين الناس ورب الناس(الاعتراف به والثناء عليه والاستعداد للقائه والتعهد بعبوديته ثم الرجاء إليه أن يجعلنا كما يحب)
رحم الله الشيخ الغزالى وجزاه خيرا.
الأربعاء، 22 أغسطس 2012
تفسير موضوع رائع لفاتحة الكتاب للشيخ الغزالى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق