الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

الفكرة والحلم

لكى تصعد حضارة ما لابد لها من فكرة تجمع أهلها عليها, وحلم يحلم به الجميع ويسعون إلى تحقيقه,هذه الفكرة التى يؤمن بها الجميع هى التى تجعلهم ينسون خلافتهم وإختلافهم لتحقيق حلمهم الجماعى بعيدا عن الأنانية والفردية والتمركز حول الذات والمصالح الشخصية الضيقة.
وينبغى للإيمان بتلك الفكرة التيقن بأن مصلحة الجميع واحدة إن تحققت تحققت معها معظم المصالح الشخصية للأفراد.
إن الحضارة الإسلامية قامت على فكرة التوحيد والإسلام وفطرة الإنسان وجعلت العرب بعد أن اعتنقوا الإسلام يتجمعون حوله وينبذون الجهل والقبلية والخلافات العشائرية ليخرجوا من الجزيرة ويقيموا حضارة هى أعظم حضارات التاريخ وأعلاها شأنا.
لقد حلم العرب المسلمون بنشر الإسلام والإنتصار للإنسانية والفطرة السليمة وجاهدوا واجتهدوا لتحقيق حلمهم فماذا كانت النتيجة؟
لقد نشروا الدين وحرروا الإنسان من القيود وسادوا العالم لقرون,فهل نقتضى بهم ونوجد الفكرة والحلم لإعادة الإنتصار لتلك الحضارة التى ضاعت بسوء تصرفنا وانهيار قيمنا وابتعادنا عن هويتنا وثقافتنا ومحاولتنا تقليد حضارة مادية انانية ستؤدى إن استمرت إلى انهيار العالم وضياع الأمانة التى حملها الله للإنسان.
إن الفكرة التى يجب أن تجمعنا الان هى التمسك بثقافتنا واخلاقنا وعرفنا وعادتنا وتقالدينا التى تمثل هويتنا وشخصيتنا وان نقف على ارضيتها ونبذل كل جهدنا لتصحيح اوضاعنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية, والحلم الذى يجب أن نسعى لتحقيقه هو ازدهار وطننا ليسود العالم ويصبح نواة لقوة عظمى عربية ثم إسلامية تجمعها كلمة التوحيد وقيم الإنسانية لإنقاذ العالم الذى أصبح على حافة الهاوية.
إن من واجب السلطة الموجودة الان أن تستنفر الناس وتوحدهم على الفكرة والحلم,وواجب المجتمع أن يتجمع على تلك الفكرة وأن يحلم نفس الحلم,وعلى كل القوى السياسية أن تنحى الخلافات جانبا وتعمل بتنافس شريف على تحقيق الحلم,ولنتعلم من عدونا الصهيونى كيف يتجمعون على فكرة الوجود الباطلة ويحلمون حلمهم الواحد الغير مشروع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق