الاثنين، 27 أغسطس 2012

علميا لا ثقافيا

هناك قالبان للديمقراطية والشكل السياسى الموجود فى العالم من منظومة حزبية وهيئات برلمانية هما القالب العلمى والقالب الثقافى.
أما عن القالب العلمى فهو الشكل الإجرائي من إنتخابات وأنظمة حكم ونظم إنتخابية وصناديق وكل ماطوره العالم فى هذا الشأن, وهذا ككل علم بشري على الأرض ملك للبشرية جمعاء لأنه نتاج تطور بشري من قديم الأزل فمثلا اخذ اليونان عن الفراعنة علم الهندسة وبنى المسلمون نظريات علمية بناءا على ماوصل إليه الفرس,والغرب طور نظريات وعلوم العرب وبنى عليها علمه وحضارته,لذلك فإن القالب العلمى والحضارى قالب مرن يسهل تكييفه على أى أمة.
وبالتالى فإن الإستعانة بالشكل الإجرائى والعلمى للديمقراطية رغم العيوب والأخطاء أمر حتمى لأن العالم لم يعرف نظاما أفضل حتى الان كما قال بيجوفيتش.
أما القالب الثقافى للديمقراطية  وشكل الحكم فهو قالب شديد الخصوصية, وهو جانب تطبيقى تتضح فيه الشخصية الكامنة للشعوب وثقافتها,وإن كانت الحضارة الغربية تطبق ديمقراطيتها بطريقة مادية براجماتية تستعمل فيها أخلاق الصيرورة, فإن الديمقراطية عندنا أخلاقية ذات قيمة, يجب أن تكون خالية من الصفقات المشبوهة والتآمر السياسى ويجب ألا تتعارض مع عادات وقيم المجتمع وماهو قطعى الدلالة والثبوت فى ديننا.
أما أن يتم نسف الشكل السياسى لأنظمة الحكم والأحزاب فهذا قد يكون مقبولا من الناحية النظرية وإن كان يندرج فى إطار التفكيك ولكنه مستحيل من الناحية العملية لأنه لا يقدم بديلا وعلى من يقدم على ذلك النسف والتنظير أن يقدم بديلا أو أن ينتظر حتى نطور تلك المنظومة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق